الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٨ - الصفحة ١٢٥
بني النضير، وأخطر، حسبما أوضحناه.
المهاجرون!! وقطع النخل:
بقي علينا ان نشير هنا إلى البعض يذكر: أن المهاجرين هم الذين اختلفوا فيما بينهم حول قطع النخل.
فعن مجاهد، قال: نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل، قالوا: إنما هي مغانم للمسلمين (1).
ونلاحظ: ان هذا بالذات كان رأي عبد الله بن سلام، الذي كان يهوديا فأسلم، رغم ان رسول الله " صلى الله عليه وآله " كان قد أمره بقطع النخل، فعلل اختياره للردئ بذلك كما ذكرنا.
ولنا ان نتساءل هنا:
لماذا المهاجرون هم الذين ينهون عن ذلك؟!
ولماذا لم يكن فيهم أحد من الأنصار؟ سوى ابن سلام!! وربما رجل آخر أيضا!!
فهل أدرك المهاجرون أمرا عجز الأنصار عن إدراكه؟! أم أنهم قد اتخذوا هذا الموقف انطلاقا من مصالح رأوا أنها لربما تفوتهم، لو استمر الأمر على النحو الذي خطط له رسول الله " صلى الله عليه وآله "؟!
أم أنه قد كانت ثمة خلفيات أخرى، لم يستطع التاريخ أن يفصح لنا عنها، لسبب، أو لآخر؟!
وإذا كانت النصوص كلها تقريبا تؤكد على أن الرسول الأعظم نفسه

(١) جامع البيان ج ٢٨ ص ٢٣ و ٢٢ وتفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ٣٣٣ وفتح القدير ج ٥ ص ١٩٦ وأحكام القرآن للجصاص ج ٣ ص ٤٢٩ والدر المنثور ج ٦ ص ١٨٨ عن عبد الرزاق، وعبد بن حميد وابن المنذر، والبيهقي في الدلائل.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست