أكيدر الكندي عامل هرقل عليها فسار إليها في الف رجل يسير الليل ويكمن النهار وأحس بذلك أكيدر فهرب واحتمل الرحل وخلى السوق وتفرق أهلها فلم يجد رسول الله (ص) أحدا فرجع (1).
كانت تلك الصورة عما يقوله المؤرخون عن هذه الغزوة قد جمعنا شتاتها وألفنا بين مفترقاتها ومختلفاتها فراجع المصادر التي في الهوامش.
وقبل ان نواصل الحديث نتوقف قليلا لنسجل بعض الملاحظات والتحفظات فنقول:
مدة غيبته (ص) عن المدينة:
قولهم: إن مدة غيبته صلى الله عليه وآله وسلم عن المدين ة في هذه الغزوة كانت خمسا وعشرين ليلة لا يصح.
لانهم يقولون: ان دومة الجندل تبعد عن المدينة مسافة خمسة عشرة أو ستة عشرة ليلة (2) فالذهاب والإياب منها واليها وسوف يستغرق أكثر من شهر يضاف إلى ذلك أنه كان يسير الليل ويكمن النهار فقد يحتاج المسير إليها والحالة هذه إلى أكثر من ذلك أيضا.
هذا بالإضافة إلى أنهم يقولون: إنه أقام بها أياما يبث السرايا فكيف تكون مدة غيبته عن المدينة خمسا وعشرين ليلة فقط؟!.
رجوع النبي (ص) قبل بلوغ دومة!!