في الاستطاعة بعد يونس تذهب فيها مذهب زرارة ومذهب زرارة هو الخطأ فقلت لا ولكنه بأبي أنت وأمي ما تقول لا قول زرارة في الاستطاعة وقول زرارة فيمن قدر ونحن منه براء وليس من دين آبائك وقال الآخرون بالجبر ونحن منه براء وليس من دين آبائك قال فبأي شئ تقولون قلت بقول أبي عبد الله ع وسئل عن قول الله عز وجل ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ما استطاعته فقال صحته وماله فنحن بقول أبي عبد الله ع نأخذ قال صدق أبو عبد الله ع هذا هو الحق. السند صحيح ولم يبين في الخبر ما هو مذهب زرارة في الاستطاعة والقدرة والجبر وكانه كان مذهبا مشهورا ولزرارة كتاب في الاستطاعة كما مر ويمكن فهم مذهبه في الاستطاعة المشار إليه هنا والمستشهد له باستطاعة الحج بما ذكر في حديث آخر وهو:
أبو جعفر محمد بن قولويه حدثني محمد بن أبي القاسم أبو عبد الله المعروف بماجيلويه عن زياد بن أبي الحلال قلت لأبي عبد الله ع ان زرارة روى عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه وقد أحببت ان أعرضه عليك فقال هاته فقلت زعم أنه سالك عن قول الله عز وجل ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا فقلت من ملك زادا وراحلة فقال كل من ملك زادا وراحلة فهو مستطيع للحج وان لم يحج فقلت نعم فقال ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت كذب علي والله قالها مرتين لعن الله زرارة قالها ثلاثا انما قال لي من كان له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج قلت وقد وجب عليه قال فمستطيع هو قلت لا حتى يؤذن له قلت فأخبره زرارة بذلك قال نعم فقدمت الكوفة فلقيت زرارة فأخبرته بما قال أبو عبد الله ع وسكت عن لعنه فقال اما انه قد أعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم وصاحبكم هذا ليس بصيرا بكلام الرجال. السند صحيح على الظاهر فماجيلويه وان لم يوثق صريحا الا انه من مشايخ الصدوق.
ربما يظهر من هذا الكلام ان زرارة كان يقول الاستطاعة هي القدرة على الفعل ولا يشترط فيها تعقب الفعل لها والجبرية يقولون يشترط في القدرة إذن الله في الفعل فمن استطاع ولم يفعل فهو غير قادر على الفعل لان الله لم يأذن له فيه ولم يشأ ان يفعل فاستطاعة الحج الشرعية ملك الزاد والراحلة وصحة البدن والاستطاعة العقلية إذن الله مع ذلك. والظاهر أن ذلك من فروع الجبر والاختيار المتنازع فيه بين العدلية والأشاعرة وما وقع في هذه الروايات من بعض الاجمال والغموض في العبارات لعل منشأه التقية وقول الصادق ع الذي ظاهره موافقة الجبرية وتكذيبه زرارة ولعنه خارج مخرج التقية. ويأتي قول حمزة بن حمران ان العباد لم يعملوا الا ان يشاء الله ويريد ويقضي وحاشا زرارة ان يقول صاحبكم هذا ليس بصيرا بكلام الرجال ان أراد به الصادق ع.
قال أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي وحدثني أبو الحسن محمد بن بحر الكرماني الرهني الترماشيري وكان من الغلاة الحنفيين كذا حدثني أبو العباس المحاربي الجزري حدثنا يعقوب بن يزيد حدثنا فضالة بن أيوب عن فضيل الرسان قيل لأبي عبد الله ع ان زرارة يدعي انه اخذ عنك الاستطاعة قال لهم اللهم غفرا إلى أن قال فقلت اللهم لو لم تكن جهنم الا سكرجة لوسعها آل أعين بن سنسن قيل فحمران قال حمران ليس منهم. قال الكشي محمد بن بحر هذا غال وفضالة ليس من رجال يعقوب وهذا الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه.
محمد بن مسعود حدثني جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى بن عبيد حدثني يونس بن عبد الرحمن عن ابن ابان عن عبد الرحمن القصير قال لي أبو عبد الله ائت زرارة وبريدا فقل لهما ما هذه البدعة التي أبدعتماها أما علمتما ان رسول الله ص قال كل بدعة ضلالة قلت له اني أخاف منهما فأرسل معي ليثا المرادي فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله فقال والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر واما بريد فقال والله لا ارجع عنها ابدا.
السند فيه القصير لم يوثق.
محمد بن مسعود حدثني محمد بن عيسى عن حريز خرجت إلى فارس وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة فاتفق قدومنا جميعا إلى حريز فسالت الحلبي فقلت له أطرفنا بشئ قال نعم جئتك بما تكره قلت لأبي عبد الله ما تقول في الاستطاعة فقال ليس من ديني ولا دين آبائي فقلت الآن ثلج عن صدري والله لا أعود لهم مريضا ولا أشيع لهم جنازة ولا أعطيهم شيئا من زكاة مالي فاستوى أبو عبد الله ع جالسا وقال لي كيف قلت فأعدت عليه الكلام فقال كان أبي ع يقول أولئك قوم حرم الله وجوههم على النار فقلت جعلت فداك وكيف قلت لي ليس من ديني ولا دين آبائي قال انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه السند صحيح. وفي هذه الرواية أشياء أولا قوله عن حريز خرجت إلى فارس ان كان القائل حريز فما معنى قوله فاتفق قدومنا جميعا إلى حريز فلا بد ان يكون القائل محمد بن عيسى اي خرج محمد بن عيسى قاصدا فارس ومعه محمد الحلبي قاصدا مكة فسارا في طريق مشترك بين فارس ومكة حتى قدما جميعا إلى حريز ثانيا قوله ما تقول في الاستطاعة الظاهر أنه أراد الاستطاعة التي عند الجبرية فلما اجابه الصادق ع انها ليست من دينه ودين آبائه ثلج عن صدره فقال له الصادق ليس هذه أراد بل قول زرارة وأشباهه ثالثا يظهر من ذلك موافقة الجبرية فيكون خارجا مخرج التقية ويدل عليه قوله حرم الله وجوههم على النار والله أعلم.
حمدويه حدثني محمد بن عيسى عن ابن أذينة عن عبيد الله الحلبي سمعت أبا عبد الله ع وسأله انسان قال إني كنت انبل البهشمية من زكاة مالي حتى سمعتك تقول فيهم أفأعطيهم أم اكف قال لا بل أعطهم فان الله حرم أهل هذا الامر على النار. السند صحيح والبهشمية لم يتيسر لنا الآن بعد الفحص معرفتهم.
وفي صدر الرواية انه سمعه يقول فيهم ولم يكن كاذبا عليه ولم يكذبه بل قال أعطهم فان الله حرم أهل هذا الامر على النار وهل هذا الا تناقض والظاهر أن سببه التقية وان ما في هذه الرواية يرجع إلى الاستطاعة والجبر المذكورين في الاخبار الاخر ولهذا ذكرناها في اخبار الاستطاعة.
علي بن الحسين الحسن خ ابن قتيبة حدثني محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح مررت في الروضة بالمدينة فإذا انسان قد جذبني فالتفت فإذا انا بزرارة فقال لي استأذن على صاحبك فدخلت على أبي عبد الله ع فأخبرته فضرب بيده على لحيته ثم قال لا تأذن له ثلاثا فان زرارة يريدني على القدر على كبر السن وليس من ديني ولا دين آبائي. السند علي بن الحسين أو الحسن بن قتيبة