ايضاح اه واجمع الأصحاب على وثاقته وجلالته ولم يلتفت أحد منهم إلى هذه الأخبار مع أنها بمرأى منهم ومسمع بل مرتبته بينهم أعلى وارفع من الوثاقة والامام قد بين الوجه في اخبار الذم فلا حاجة إلى القول بأنها كانت حسدا.
الأخبار الواردة في الجمع بين ما دل على مدحه وعلى ذمه الكشي: حدثني حمدويه بن نصير حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد حدثني يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن زرارة ومحمد بن قولويه والحسين بن الحسن حدثنا سعد بن عبد الله حدثني هارون بن الحسن بن محبوب عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين عن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين عن عبد الله بن زرارة قال لي أبو عبد الله بن زرارة قال لي أبو عبد الله ع وذكر ما حاصله اقرأ مني على والدك السلام وقل له اني انما أعيبك دفاعا عنك فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربته وحمدنا امره بادخال الأذى عليه وقتله ويحمدون كل من عبناه فأعيبك لأنك اشتهرت بنا وبميلك إلينا فعبتك ليحمدوا امرك ويكون بذلك دفع شرهم عنك فكان كعيب السفينة لتسلم من الملك فافهم المثل يرحمك الله فإنك والله أحب الناس إلي وأحب أصحاب أبي ع إلي حيا وميتا فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر وان من ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا وأهلها ورحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا ولقد أدى إلي ابناك الحسن والحسين رسالتك أحاطهما الله وكلاهما وحفظهما بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين فلا يضيقن صدرك من الذي امرك أبي ع وأمرتك به وأتاك أبو بصير بخلاف الذي أمرناك به فلا والله ما أمرناك ولا امرناه الا بأمر وسعنا ووسعكم الاخذ به ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق ولو أذن لنا لعلمتم ان الحق في الذي أمرناكم فردوا إلينا الامر وسلموا لنا واصبروا لاحكامنا وارضوا بها والذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه وهو اعرف بمصلحة غنمه في فساد أمرها فان شاء فرق بينها لتسلم ثم يجمع بينها ليأمن من فسادها وخوف عدوها إلى أن قال إن الناس بعد النبي ع ركبت سنة من كان قبلكم فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه إلى أن قال وعليك بصلاة الستة والأربعين وعليك بالحج ان تهل بالافراد وتنوي الفسح إذا قدمت مكة وطفت وسعيت فسخت ما أهللت به وقلبت الحج عمرة وأحللت إلى يوم التروية ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلى منى وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة فكذلك حج رسول الله ص وهكذا امر أصحابه ان يفعلوا ان يفسخوا ما أهلوا به ويقلبوا الحج عمرة وانما أقام رسول الله ص على احرامه لسوقه الهدي معه فان السائق قارن والقارن لا يحل حتى يبلغ هديه محله ومحله المنحر بمنى فهذا الذي أمرناك به حج التمتع فالزم ذلك ولا يضيقن صدرك والذي اتاك به أبو بصير من صلاة إحدى وخمسين والاهلال بالتمتع بالعمرة إلى الحج وما أمرناك به من أن تهل بالتمتع فلذلك عندنا معان وتصاريف فذلك ما يسعنا ويسعكم ولا يخالف شئ منه الحق ولا يضاره والحمد لله رب العالمين. السند صحيح والعذر به عن اخبار الذم صريح وبذلك قطعت جهيزة قول كل خطيب والامر بصلاة الستة والأربعين وارد مورد التقية وبصلاة الإحدى والخمسين هو الحق ولا يخالف شئ منهما الحق ولا يضاره فمن صلى ثمانية وأربعين لم يترك واجبا ولا فعل محرما ومر قول الرضا ع ان الفرائض والنوافل ست وأربعون ركعة وقول الراوي هذه رواية زرارة الخ وما امره به الصادقان ع واتاه أبو بصير بخلافه المشار إليه في صدر الرواية قد فسره آخرها ومسألة الحج التي في آخر الرواية فيها بظاهرها إغلاق فإنه امره بالاهلال بالافراد ونية الفسخ إذا قدم مكة وعلله بأنه كذلك امر رسول الله ص أصحابه مع أن الذين أمرهم الرسول ص بذلك كانوا قد أهلوا بالافراد قبل ان ينزل فرض حج التمتع فامر النبي ص من لم يسق الهدي ان ينقل النية من الافراد إلى التمتع ويجعل ما أحرم له عمرة تمتع ثم يحرم للحج من مكة ومن ساق الهدي ان يبقي على احرامه إلى أن يتم مناسك الحج ثم يأتي بعمرة مفردة ولما كان هو ص قد ساق الهدي بقي على احرامه وظاهر ان زرارة ليس حاله حال أولئك والجواب ان الظاهر أن المراد فيها اظهار ان الحج حج إفراد تقية ونية حج التمتع في الواقع فإنه هو فرضه لا حج الافراد فان حج التمتع كان أحد المتعتين اللتين كانتا على عهد رسول الله ص وقال الخليفة انا أحرمهما وأعاقب عليهما متعة النساء ومتعة الحج وان كان غيرنا اليوم وقبل اليوم على ما قاله الشريف المرتضى لا يرون تحريم متعة الحج.
محمد بن مسعود حدثني عبد الله بن محمد بن خالد حدثني الوشاء عن ابن خداش عن علي بن إسماعيل عن ربعي عن الهيثم بن حفص العطار سمعت حمزة بن حمران يقول حين قدم من اليمن لقيت أبا عبد الله ع فقلت له بلغني انك لعنت عمي زرارة فرفع يده حتى صك بها صدره ثم قال لا والله ما قلت ولكنكم تأتون عنه بالفتيا بأشياء فأقول من قال هذا فانا منه برئ قلت وأحكي لك ما نقول قال نعم قلت إن الله عز وجل لم يكلف العباد الا ما يطيقون وانهم لم يعملوا الا ان يشاء الله ويريد ويقضي قال هو والله الحق ودخل علينا صاحب الزطي فقال له يا ميسر ألست على هذا قال على أي شاء أصلحك الله أو جعلت فداك فأعاد هذا القول عليه كما قلت له ثم قال هذا والله ديني ودين آبائي.
حمدويه بن نصير حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن حمزة قلت لأبي عبد الله ع بلغني انك برئت من عمي يعني زرارة فقال أنا لم أتبرأ من زرارة لكنهم يجيئون ويذكرون ويروون عنه فلو سكت عنه ألزمونيه فأقول من قال هذا فانا إلى الله منه برئ.
محمد بن قولويه حدثنا سعد بن عبد الله القمي عن محمد بن عبد الله المسمعي وأحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن أسباط عن الحسين بن زرارة قلت لأبي عبد الله ع ان أبي يقرأ عليك السلام ويقول لك جعلني الله فداك انه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك ذكرتني وقلت في فقال اقرأ أباك السلام وقل له انا والله أحب لك الخير في الدنيا وأحب لك الخير في الآخرة وانا والله عنك راض فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.
السند فيه المسمعي لم يوثق لكن مر عن النقد ما يوجب عدم قصوره عن الصحيح. وبه أيضا قطعت جهيزة قول كل خطيب.
ما جري له بعد وفاة الصادق ع الكشي حدثني محمد بن قولويه حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف