أبو عبد الله ع ان قوما يعارون الايمان عارية ثم يسلبونه يقال لهم يوم القيامة المعارون اما ان زرارة بن أعين منهم. السند فيه الحداد لم يذكر في الرجال.
حمدان بن أحمد حدثنا معاوية بن حكيم عن أبي داود المسترق كنت قائد أبي بصير في بعض جنائز أصحابنا فقلت له هو ذا زرارة في الجنازة فقال اذهب بي إليه فقال له السلام عليك يا أبا الحسن فرد عليه زرارة السلام وقال له لو علمت أن هذا من رأيك لبدأتك به فقال له أبو بصير بهذا أمرت. السند حمدان فيه كلام قوله لو علمت أن هذا من رأيك لبدأتك كأنه ظن أن رأيه فيه سئ وقوله بهذا اي بالبدء بالسلام أمرت.
حمدويه حدثني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن حمران عن الوليد بن صبيح دخلت على أبي عبد الله ع فاستقبلني زرارة خارجا من عنده فقال لي أبو عبد الله ع يا وليد أما تعجب من زرارة يسألني عن اعمال هؤلاء اي شئ كان يريد أيريد ان أقول له لا فيروي ذلك عني ثم قال يا وليد متى كانت الشيعة تسأل عن أعمالهم انما كانت الشيعة تقول من أكل من طعامهم وشرب من شرابهم واستظل بظلهم حتى كانت الشيعة تسأل عن مثل هذا. السند صحيح والمتن ينحو نحو ما مر ويشير إلى التقية.
محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن بعض رجاله: دخلت على أبي عبد الله ع فقال متى عهدك بزرارة قلت ما رأيته منذ أيام قال لا تبال وان مرض فلا تعده وان مات فلا تشهد جنازته قلت زرارة متعجبا مما قال قال نعم زرارة شر من اليهود والنصارى من قال إن الله ثالث ثلاثة. السند مرسل وتعجبه دليل على اشتهار زرارة بالفضل في ذلك العصر.
علي حدثني يوسف بن السخت عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن ميسر كنا عند أبي عبد الله ع فمرت جارية في جانب الدار على عنقها قمقم قد نكسته فقال أبو عبد الله ع فما ذنبي ان الله قد نكس قلب زرارة كما نكست هذه الجارية هذا القمقم. السند ضعيف.
الجواب عن اخبار الذم في الخلاصة: وقد ذكر الكشي أحاديث تدل على عدالته وعارضت تلك الأحاديث اخبار اخر تدل على القدح فيه ذكرناها في كتابنا الكبير وذكرنا وجه الخلاص عنها والرجل عندي مقبول الرواية وقال الشهيد الثاني في الحاشية حاصل ما ذكره الكشي في حق زرارة أحاديث تزيد على العشرين تقتضي ذمه وكلها ضعيفة السند جدا وفي أكثرها محمد ابن عيسى العبيدي الا حديثا واحدا طريقه صحيح الا انه مرسل لأنه رواية محمد بن قولويه عن محمد ابن أبي القاسم ماجيلويه عن زياد بن أبي الحلال عن الصادق ع وظاهر ان زياد الذي هو من رجال الباقر والصادق لم يبق إلى زمان ابن ماجيلويه المعاصر لابن بابويه ومن في طبقته وبقيت الأخبار الواردة بمدحه خالية من المعارض المعتبر وفيها خبر صحيح السند يدل على ثقته وجلالته وقد تقدم متنه وسنده في باب الباء هذا ما يتعلق بكتاب الكشي الذي أشار إليه المصنف ووقفت في الكافي للكليني على أربعة اخبار اخر تقتضي القدح فيه أيضا اثنان منها في كتاب الايمان وفي طريقهما محمد ابن عيسى عن يونس والآخران في كتاب الميراث وفي طريقهما كذلك أيضا لكن أحدهما بطريق آخر حسن ولكنه مرجوع عن معارضته الصحيح الذي في مدحه وبالجملة فقد ظهر اشتراك جميع الاخبار القادحة في اسنادها إلى محمد بن عيسى وهي قرينة عظيمة على ميل وانحراف منه عن زرارة مضافا إلى ضعفه في نفسه وقال السيد جمال الدين بن طاوس ونعم ما قال ولقد أكثر محمد بن عيسى من القول في زرارة حتى لو كان بمقام عدالة كادت الظنون تسرع إليه بالتهمة فكيف وهو مقدوح فيه اه.
وقد أجاب الشيخ حسن ولد الشهيد الثاني عن اعتراض أبيه على حديث زياد بن أبي الحلال بأنه مرسل بقوله في هذا الكلام نظر واضح والوالد رحمه الله تبع فيه السيد جمال الدين بن طاوس ووجه النظر ان محمد بن أبي القاسم ماجيلويه لم يكن معاصرا لأبي جعفر بن بابويه وانما المعاصر له محمد بن علي ماجيلويه والذي يظهر من كلام أبي جعفر بن بابويه ان الأول عم الثاني ذكر ذلك في أسانيد من لا يحضره الفقيه وفي رجال النجاشي ما يعطي انه عمه لا جده وعلى اي حال فاستبعاد لقائه لأصحاب الصادق ع مدفوع فالأولى في الجواب عن اخبار الطعن حملها على التقية وقد ورد ذلك في حديث رواه الكشي وطريقه وان لم يكن صحيحا لكنه على وجه أكمل مساعد للاعتبار اه مع أن اخبار القدح كاخبار المدح مستفيضة ان لم تكن متواترة فلا محل للجواب بضعف السند بل الجواب الحمل على التقية المعتضد بالاخبار الناصة على ذلك كما يأتي.
وفي التعليقة قوله وفيها خبر صحيح هو كثير ومنها ما سيجئ في الأحول وغيره والصحيح منها في هذه الترجمة وترجمة نظرائه كثير منها ما لا يقصر عن الصحيح وقوله وهو قرينة الخ فيه ان ابن عيسى قد أكثر من رواية الأخبار الدالة على جلالته وعلى العذر عما ورد من الذم فيه منها في الكتاب في هذه الترجمة وترجمة نظرائه على أنه يحصل بملاحظة الاخبار في هذه الترجمة وترجمه نظرائه وغيرهما حتى التي وردت في مدحه الظن بان ذمه بل وذمهم أيضا كان شائعا وانه كان معللا في فهمه أو كانوا يخترعون الحديث في ذمهم حسدا بل بملاحظة تراجم غيرهم من الأعاظم يظهر انه لا يسلم منه جليل ومنهم محمد بن عيسى كما ستعرف وهذا غير مختص بأصحابهم ع بل لا يسلم جليل في عصر من الاعصار بل وأجل جليل وبالجملة لا تأمل في جلالته على ما يظهر من أئمة الرجال وما ورد في مدحه والعذر عن ذمه في ترجمته وترجمة نظرائه وغيرهم مثل هشام بن الحكم وغير ذلك وملاحظة أحاديثه في الأحكام الشرعية وأصول الدين أقول محمد بن عيسى هذا الأصح انه كان ثقة وكما روى ذم زرارة روى مدحه والاعتذار عنه كما أشار إليه صاحب التعليقة فيما مر. وزرارة دلت القرائن الواضحة من اخباره المنقولة وغيرها على جلالة قدره فلذلك لم يلتفت أجلاء العلماء إلى ما ورد من القدح فيه لو صح سنده فكيف وهو ضعيف السند فانظر إلى قول النجاشي فيه جزما بدون تردد كان شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين صادقا فيما يرويه وهذه الأخبار منه بمرأى ومسمع وما حال هذه الأخبار الا كحال الآيات المثبتة لله تعالى يدا واستواء على العرش والآيات الناسبة إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام المعاصي وقال ابن داود في رجاله حد زرارة أوضح من أن يحتاج إلى