يبق غيري قال ما حال ذلك الإنسان قلت خيرا يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو قال إن رابك شئ فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم قال عبد الله بن سليمان ابن الأشعث أحد رجال سند الحديث كانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبد الملك بن مروان لابنه الوليد بن عبد الملك حين ولاه العهد فأبى سعيد ان يزوجه فلم يزل عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف. وبسنده قال سعيد دخلت المسجد في ليلة أضحيان وأظن اني قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلي فجلست أدعو فإذا هاتف يهتف من خلفي يا عبد الله قل قلت ما ذا أقول قال قل اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وانك على كل شئ قدير وما تشاء من امر يكن قال سعيد فما دعوت بها قط لشئ الا رأيت نجحه. وبسنده دخل المطلب بن حنطب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث فقال أقعدوني فأقعدوه قال إني أكره ان أحدث حديث رسول الله ص وأنا مضطجع. وبسنده ان عبد الملك بن مروان قدم المدينة فاستيقظ من قائلته فقال لحاجبه انظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فلم ير فيه الا سعيد بن المسيب فأشار إليه بإصبعه فلم يتحرك سعيد ثم أتاه الحاجب فقال ألم ترني أشير إليك قال وما حاجتك فأخبره فقال لست من حداثه فخرج الحاجب فقال ما وجدت في المسجد الا شيخا أشرت إليه فلم يقم فأخبرته فقال اني لست من حداث أمير المؤمنين قال عبد الملك ذاك سعيد بن المسيب دعه. وبسنده قال سعيد بن المسيب ان الدنيا نذلة وهي إلى كل نذل أميل وأنذل منها من اخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير سبيلها. وبسنده قال سعيد بن المسيب لا تملأوا أعينكم من أعوان الظلمة الا بانكار من قلوبكم لكيلا تحبط أعمالكم الصالحة وبسنده دعي سعيد بن المسيب للبيعة للوليد وسليمان بعد عبد الملك بن مروان فقال لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار فقيل ادخل من الباب واخرج من الباب الآخر فقال والله لا يقتدي به أحد من الناس فجلده مائة وألبسه المسوح وبسنده قال عبد الرحمن بن عبد الله القاري لسعيد بن المسيب حين قدمت البيعة للوليد وسليمان بالمدينة من بعد أبيهما اني مشير عليك بخصائل ثلاث قال وما هي قال تعتزل مقامك فإنك هنا بحيث يراك هشام بن إسماعيل قال ما كنت لأغير مقاما قمته منذ أربعين سنة قال تخرج معتمرا قال ما كنت لأنفق مالي واجهد بدني في شئ ليس لي فيه نية فما الثالثة قال تبايع قال رأيت أن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي وكان أعمى فدعاه هشام إلى البيعة فأبى فكتب فيه إلى عبد الملك فكتب إليه عبد الملك ما لك ولسعيد ما كان علينا منه شئ نكرهه فاما إذا فعلت فاضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدي به الناس فدعاه هشام فأبى وقال لا أبايع لاثنين فضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس وحدث الائيليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة قالوا علمنا أنه لا يلبس التبان طائعا فقلنا له يا أبا محمد انه القتل فاستر عورتك فلبسه فلما ضرب قلنا له أنأخذ عناك قال يا معجلة أهل أيلة لولا أني ظننت انه القتل ما لبسته. وبسنده عن هشام بن زيد أتيت سعيد بن المسيب حين ضرب في تبان من شعر. وبسنده عن قتادة أتيت سعيد بن المسيب وقد البس تبان شعر وأقيم في الشمس فقلت لقائدي أدنني منه ففعل فجعلت أسأله خوفا من أن يفوتني وهو يجيبني حسبة والناس يتعجبون وبسنده كتب والي المدينة إلى عبد الملك بن مروان ان أهل المدينة قد اطبقوا على البيعة للوليد وسليمان الا سعيد بن المسيب فكتب ان أعرضه على السيف فان مضى والا فاجلده خمسين جلدة وطف به أسواق المدينة فلما قدم الكتاب على الوالي دخل سليمان بن يسار وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله على سعيد بن المسيب فقالوا انا قد جئناك في امر قد قدم فيك كتاب من عبد الملك بن مروان ان لم تبايع ضربت عنقك ونحن نعرض عليك خصالا ثلاثا فاعطنا إحداهن فان الوالي قد قبل منك ان يقرأ عليك الكتاب فلا تقل لا ولا نعم قال فيقول الناس بايع سعيد بن المسيب ما انا بفاعل وكان إذا قال لا لم يطيقوا عليه ان يقول نعم قالوا فتجلس في بيتك فلا تخرج إلى الصلاة أياما فإنه يقبل منك إذا طلبت في مجلسك فلم يجدك قال وانا اسمع الاذان فوق اذني حي على الصلاة حي على الفلاح ما انا بفاعل قالوا فانتقل من مجلسك إلى غيره فإنه يرسل إلى مجلسك فان لم يجدك أمسك عنك قال فرقا لمخلوق ما انا بمتقدم لذلك شبرا ولا متأخر شبرا فخرجوا وخرج إلى صلاة الظهر فجلس في مجلسه الذي كان يجلس فيه فلما صلى الوالي بعث إليه فاتى به فقال إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا ان لم تبايع ضربنا عنقك قال نهى رسول الله ص عن بيعتين فلما رآه لا يجيب اخرج إلى السدة فمدت عنقه وسلت عليه السيوف فلما رآه قد مضى امر به فجرد فإذا عليه تبان شعر فقال لو علمت اني لا اقتل ما اشتهرت بهذا التبان فضربه خمسين سوطا ثم طاف به أسواق المدينة ثم رده والناس منصرفون من صلاة العصر قال إن هذه لوجوه ما نظرت إليها منذ أربعين سنة وفي رواية ان سعيدا لما جرد ليضرب قالت له امرأة ان هذا لمقام الخزي فقال من مقام الخزي القاسم جلست إلى سعيد فررنا. وبسنده عن عبد الله ابن ابن المسيب فقال إنه قد نهي عن مجالستي قلت اني رجل غريب قال انما أحببت ان أعلمك. وبسنده عن العلاء بن عبد الكريم جلست إلى سعيد بن المسيب فقال إنه قد نهي عن مجالستي.
وبسنده انه كان إذا أراد الرجل ان يجالس سعيد بن المسيب قال إنهم قد جلدوني ومنعوا الناس ان يجالسوني. وبسنده قال سعيد بن المسيب لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد ما كان لله فهو عظيم حسن جميل. وبسنده ما كان انسان يجترئ على سعيد بن المسيب يسأله عن شئ حتى يستأذنه كما يستأذن الأمير. وبسنده عن سعيد بن المسيب لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حلة يعطي منه حقه ويكف به وجهه عن الناس وفي رواية لا خير فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه ويؤدي به أمانته ويستغني به عن خلق ربه. وبسنده مات سعيد بن المسيب وترك ألفين أو ثلاثة آلاف دينار وقال ما تركتها الا لأصون بها ديني وحسبي. وفي رواية ترك مائة دينار وقال أصون بها ديني وحسبي. وبسنده ان سعيد بن المسيب قال من استغنى بالله افتقر الناس إليه. وبسنده عن علي بن زيد: رآني سعيد بن المسيب وعلي جبة خز فقال إنك لجيد الجبة قلت وما تغني عني وقد أفسدها علي سالم فقال سعيد أصلح قلبك والبس ما شئت.
من مسانيد حديثه بسنده عن سعيد بن المسيب قال عمر بن الخطاب على هذا المنبر يعني منبر المدينة اني اعلم أقواما سيكذبون بالرجم ويقولون ليس في القرآن ولولا أني أكره ان أزيد في القرآن لكتبت في آخر ورقة ان رسول الله ص قد رجم ورجم أبو بكر وانا رجمت. وفي رواية ان عمر قال إياكم ان تهلكوا في آية الرجم وذكر نحوه. وبسنده عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال رسول الله ص أول ما يرفع من الأمة الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه. وبسنده عن سعيد بن المسيب