ورعا ناسكا راوية للحديث كثير الحديث ثقة أمينا على ما روى وحدث عن رسول الله ص وغيره ممن اثر في الدين ثم روى بسند هو فيه ان رسول الله ص قال اما انا فلا آكل متكئا. حدثني محمد بن إسماعيل الضراري سمعت أبا نعيم يقول سمعت سفيان يقول ما من عمل شئ أخوف منه ولقد مرضت فما ذكرت غيره ولوددت اني نجوت منه كفافا يعني الحديث. وبسنده عن أبي عيسى الزاهد سمعت معدانا يقول زاملت سفيان الثوري فلما خلفنا الكوفة بظهر قال لي سفيان يا معدان ما تركت ورائي من أثق به ولا أقدم امامي على من أثق به يعني الثقة في الدين وذكر عن زيد بن حباب قال كان عمار بن زريق الضبي. وسليمان بن قرم الضبي وجعفر بن زياد الأحمر وسفيان الثوري أربعة يطلبون الحديث وكانوا يتشيعون فخرج سفيان إلى البصرة فلقي ابن عون وأيوب فترك التشيع وكانت وفاته بالبصرة سنة 161 في خلافة المهدي اه ويدل ذلك أنه كان شيعيا ثم رجع عن التشيع وهل يستفاد من ذلك أنه رجع عن الزيدية فيه تأمل لجواز ان يراد بالتشيع مجرد الميل إلى أهل البيت ع وفي الخلاصة ليس من أصحابنا. وقال الكشي في سفيان الثوري ثم روى بسنده عن علي بن أسباط قال سفيان بن عيينة لأبي عبد الله عليه السلام انه يروي ان علي بن أبي طالب ع كان يلبس الثياب الخشن وأنت تلبس القوهي المروي قال ويحك ان عليا ع كان في زمان ضيق فإذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به وبسنده عن أحمد بن عمرو سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله ع يحدث ان سفيان الثوري دخل على أبي عبد الله ع وعليه ثياب جياد فقال يا أبا عبد الله ان آباءك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب فقال إن آبائي ع كانوا في زمان مقفر مقصر وهذا زمان قد أرخت الدنيا فيه عزاليها فأحق أهلها بها أبرارهم وظاهر هذا اتحاد سفيان بن عيينة مع سفيان الثوري مع أنهما اثنان كما نص عليه العلامة في الخلاصة فقال في القسم الثاني سفيان ثلاثة رجال سفيان بن عيينة. سفيان الثوري. سفيان بن مصعب العبدي اه ويمكن ان يكون ادخال سفيان بن عيينة في أثناء ترجمة سفيان الثوري باعتبار ان لابن عيينة كلاما مع الصادق ع يماثل كلام الثوري معه ثم قال الكشي وجدت في كتاب أبي محمد جبرائيل بن أحمد الفاريابي بخطه وذكر سندا إلى ميمون بن عبد الله قال اتى قوم أبا عبد الله يسألونه الحديث من الأمصار وانا عنده فقال لي أتعرف أحدا من القوم فقلت لا فقال كيف دخلوا علي قلت هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون ممن اخذوا الحديث فقال لرجل منهم هل سمعت من غيري من الحديث قال نعم قال فحدثني ببعض ما سمعت قال انما جئت لاسمع منك لم أجئ أحدثك وقال للاخر ما يمنعك ان تحدثني بما سمعت قال تتفضل ان تحدثني بما سمعت اجعل ذلك أمانة لا أحدث به ابدا قال لا تحدث به أحدا قال لا قال فسمعنا بعض ما اقتبست من العلم حتى نعتد بك إن شاء الله فذكر أحاديث مكذوبة لا توافق شيئا مما عندنا قال حدثني سفيان الثوري عن جعفر بن محمد قال النبيذ كله حلال الا الخمر ثم سكت فقال أبو عبد الله ع زدنا ثم أورد عدة روايات كلها لا يوافق مذهبنا كهذه فروى بسنده عن الباقر ع من لا يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الكتاب وذبائحهم فهو ضال اما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء واما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر واما الذبائح فقد اكلها علي وقال كلوها فان الله تعالى يقول اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ثم سكت. فقال أبو عبد الله ع زدنا فقال قد حدثتك بما سمعت قال اكل الذي سمعت هذا قال لا قال زدنا قال حدثنا عمرو بن عبيد عن الحسن البصري قال أشياء صدق الناس بها وليس لها في الكتاب أصل عذاب القبر. الميزان. الحوض. الشفاعة. النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه وانما يثاب الرجل بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا فضحكت من حديثه فغمزني أبو عبد الله ع ان كف حتى نسمع فرفع رأسه إلي وقال ما يضحكك أمن الحق أم من الباطل قلت له أصلحك الله أوابكي وانما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث فسكت وذكر عدة أحاديث يقول له الصادق ع في أولها زدنا قال حدثني سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر انه رأى عليا ع على منبر الكوفة وهو يقول لئن اتيت برجل يفضلني على الشيخين لأجلدنه حد المفتري حدثنا سفيان عن جعفر حب الشيخين ايمان وبغضهما كفر. عن الحسن ان عليا أبطأ على بيعة أبي بكر فقال له عتيق ما خلفك يا علي عن البيعة والله لقد هممت ان اضرب عنقك فقال له يا خليفة رسول الله لا نتريب فقال لا نتريب حدثني سفيان الثوري عن الحسن ان الخليفة الأول امر خالد بن الوليد بقتل علي إذا سلم من صلاة الصبح وان الخليفة سلم فيما بينه وبين نفسه ثم قال يا خالد لا تفعل ما أمرتك. حدثني نعيم بن عبد الله عن جعفر بن محمد ود علي بن أبي طالب انه بنخيلات ينبع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان وحدثني به سفيان عن الحسن. حدثنا عباد عن جعفر بن محمد انه لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء قال لابنه الحسن يا بني هلكت قال له يا أبة أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال يا بني لم أدر ان الامر يبلغ هذا المبلغ. حدثنا سفيان الثوري عن جعفر بن محمد ان عليا لما قتل أهل صفين بكى عليهم وقال جمع الله بيني وبينهم في الجنة قال ميمون بن عبد الله راوي الحديث فضاق بي البيت وعرقت وكدت ان اخرج من مسكي فأردت ان أقوم إليه فأتوطأه ثم ذكرت غمز أبي عبد الله ع فكففت. فقال له أبو عبد الله ع: من أي البلاد أنت قال من أهل البصرة قال هذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد هل تعرفه قال لا قال فهل سمعت منه شيئا قط قال لا قال فهذه الأحاديث عندك حق قال نعم قال فمتى سمعتها قال لا احفظ الا انها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها قال لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه التي ترويها عني كذب وقال لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه قال لا قال لأنه شهد على قوله رجال لو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي قال ما اسمك قال لا تسأل عن اسمي ان رسول الله ص قال خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ثم ائتلف هاهنا وما تناكر منها ثم اختلف هاهنا ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا وان أدرك الدجال آمن به في قبره يا غلام ضع لي ماء فقال لا تبرح وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه ثم انه خرج ووجهه منقبض قال أما سمعت ما يحدث به هؤلاء قلت أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم قال أعجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه مني أحد وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما
(٢٦٥)