أي وإذا خلوهم إلى شياطينهم، أي إذا صاروا في خلوة منهم - أي المؤمنين - وذهبوا إلى شياطينهم. وقيل: " إلى " هنا بمعنى " مع "، أي خلوا مع شياطينهم، كما كثر ذلك في غير مقام (1)، وسيظهر بعض البحث عنه في البحوث الآتية.
قوله تعالى: * (معكم) * إما جار ومجرور، كما هو التحقيق، أو مضاف ومضاف إليه، كما يظهر من بعض النحاة (2)، فيكون عليه الجواب عن هذه الإضافة: هل هي لفظية، أو معنوية، أم هي شق آخر منها، وعلى كل تقدير لابد من التقدير، لعدم إمكان الإخبار عن المعية مستقلا إلا بالفعل، أي إنا نكون معكم، وذلك لعدم الهوهوية بين المبتدأ والخبر، كما لا يخفى.