وإليه ومعه خلوا سأله أن يجتمع به في خلوة ففعل (1). انتهى ما في " الأقرب ".
وفي " المفردات ": خلا إليه: انتهى إليه في خلوة، والخلو يستعمل في الزمان والمكان، لكن لما تصور في الزمان المضي فسر أهل اللغة خلا الزمان بقولهم: مضى الزمان وذهب (2). انتهى.
وفي " المحيط ": ويتعدى خلا بالباء وب " إلى "، والباء أكثر استعمالا، وعدلت إلى " إلى "، لأنها إذا عديت بالباء احتملت معنيين: أحدهما الانفراد، والثاني السخرية، إذ يقال في اللغة: خلوت به، أي سخرت منه، و " إلى " لا يتحمل إلا معنى واحدا (3). انتهى.
وقال الأخفش: خلوت إليه جعلته غاية حاجتي (4). انتهى.
أقول: ما اشتهر: من جواز استعمال حروف الجر بعضها مكان بعض، من الملاعبة باللغة العربية، ومن اللغو المنهي عنه.
وما اشتهر أيضا بينهم وبين اولي الألباب منهم: أن حرف كذا بمعنى كذا، أيضا غير موافق للذوق السليم، فكون " إلى " بمعنى الباء أو " مع "، أو غير ذلك مما يذكر في النحو، مما لا يرجع عندنا إلى محصل، فعلى هذا إذا قيل:
خلا بعضهم مع بعض، فهو بمعنى الخلوة في المكان الكذائي أو الزمان، وإذا قيل: خلا بعضهم إلى بعض، فهو يرجع إلى أن الخلوة هنا تفيد المعنى