الصعيد هو التراب الخالص الذي لا يخالطه سبخ (8).
وقول أبي عبيدة حجة في اللغة.
والصعيد لا يخلو أن يراد به التراب أو نفس الأرض وقد حكي (9) أنه يطلق عليها ويراد ما تصاعد على الأرض.
فإن كان الأول فقد تم ما أردناه، وإن كان الثاني لم يدخل فيه ما يذهب إليه أبو حنيفة، لأن الكحل والزرنيخ لا يسمى أرضا بالاطلاق، كما لا يسمى سائر المعادن من الذهب والفضة والحديد بأنه أرض.
وإن كان الصعيد ما يصاعد على الأرض (10)، لم يخل من أن يكون ما تصاعد عليها ما هو منها وتسمى باسمها، أو لا يكون كذلك.
فإن كان الأول فقد دخل فيما ذكرناه، وإن كان الثاني فهو باطل، لأنه لو تصاعد على الأرض شئ من التمر (11) والمعادن، أو مما هو خارج عن جوهر الأرض، فإنه لا يسمى صعيدا بالاجماع.
وأيضا ما روي عنه عليه السلام من قوله: " جعلت لي الأرض مسجدا وترابها .