لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٢٥٤
أو فذهب صاعدا.
ولا يجوز أن تقول: وصاعدا لأنك لا تريد أن تخبر أن الدرهم مع صاعد ثمن لشئ كقولك بدرهم وزيادة، ولكنك أخبرت بأدنى الثمن فجعلته أولا ثم قررت شيئا بعد شئ لأثمان شتى، قال: ولم يرد فيها هذا المعنى ولم يلزم الواو الشيئين أن يكون أحدهما بعد الآخر، وصاعد بدل من زاد ويزيد، وثم مثل الفاء إلا أن الفاء أكثر في كلامهم، قال ابن جني: وصاعدا حال مؤكدة، ألا ترى أن تقديره فزاد الثمن صاعدا؟ ومعلوم أنه إذا زاد الثمن لم يمكن إلا صاعدا، ومثله قوله: كفى بالنأي من أسماء كاف غير أن للحال هنا مزية أي في قوله فصاعدا لأن صاعدا ناب في اللفظ عن الفعل الذي هو زاد، وكاف ليس نائبا في اللفظ عن شئ، ألا ترى أن الفعل الناصب له، الذي هو كفى ملفوظ به معه؟
والصعيد: المرتفع من الأرض، وقيل: الأرض المرتفعة من الأرض المنخفضة، وقيل: ما لم يخالطه رمل ولا سبخة، وقيل: وجه الأرض لقوله تعالى:
فتصبح صعيدا زلقا، وقال جرير:
إذا تيم ثوت بصعيد أرض، بكت من خبث لؤمهم الصعيد وقال في آخرين:
والأطيبين من التراب صعيدا وقيل: الصعيد الأرض، وقيل: الأرض الطيبة، وقيل: هو كل تراب طيب. وفي التنزيل: فتيمموا صعيدا طيبا، وقال الفراء في قوله: صعيدا جرزا: الصعيد التراب، وقال غيره: هي الأرض المستوية، وقال الشافعي: لا يقع اسم صعيد إلا على تراب ذي غبار، فأما البطحاء الغليظة والرقيقة والكثيب الغليظ فلا يقع عليه اسم صعيد، وإن خالطه تراب أو صعيد (* قوله تراب أو صعيد إلخ كذا بالأصل ولعل الأولى تراب أو رمل أو نحو ذلك) أو مدر يكون له غبار كان الذي خالطه الصعيد، ولا يتيمم بالنورة وبالكحل وبالزرنيخ وكل هذا حجارة. وقال أبو إسحق: الصعيد وجه الأرض. قال: وعلى الإنسان أن يضرب بيديه وجه الأرض ولا يبالي أكان في الموضع تراب أو لم يكن لأن الصعيد ليس هو التراب، إنما هو وجه الأرض، ترابا كان أو غيره. قال: ولو أن أرضا كانت كلها صخرا لا تراب عليه ثم ضرب المتيمم يده على ذلك الصخر لكان ذلك طهورا إذا مسح به وجهه، قال الله تعالى: فتصبح صعيدا، لأنه نهاية ما يصعد إليه من باطن الأرض، لا أعلم بين أهل اللغة خلافا فيه أن الصعيد وجه الأرض، قال الأزهري: وهذا الذي قاله أبو إسحق أحسبه مذهب مالك ومن قال بقوله ولا أستيقنه. قال الليث: يقال للحديقة إذا خربت وذهب شجراؤها: قد صارت صعيدا أي أرضا مستوية لا شجر فيها. ابن الأعرابي: الصعيد الأرض بعينها. والصعيد: الطريق، سمي بالصعيد من التراب، والجمع من كل ذلك صعدان، قال حميد بن ثور:
وتيه تشابه صعدانه، ويفنى به الماء إلا السمل وصعد كذلك، وصعدات جمع الجمع. وفي حديث علي، رضوان الله عليه:
إياكم والقعود بالصعدات إلا من أدى حقها، هي الطرق، وهي جمع صعد وصعد جمع صعيد، كطريق وطرق وطرقات، مأخوذ من الصعيد وهو التراب، وقيل: هي جمع صعدة كظلمة، وهي فناء باب الدار
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518