الله أكبر، سنة بسنة، أما والله لعلى يدي دار هذا يوم الحديبية حين كتبت الكتاب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هذا ما تصالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسهيل بن عمرو، فقال سهيل: لا أجيبك إلى كتاب تسمى فيه رسول الله، ولو أعلم أنك رسول الله لم أقاتلك، إني إذا ظلمتك إن منعتك أن تطوف ببيت الله وأنت رسول الله، ولكن اكتب (محمد بن عبد الله) أجبك، فقال محمد صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي! إني لرسول الله، وإني لمحمد بن عبد الله، ولن يمحو عني الرسالة، كتابي إليهم من محمد بن عبد الله، فاكتب: محمد بن عبد الله. فراجعني المشركون في هذا إلى مدة، فاليوم أكتبها إلى أبنائهم كما كتبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى آبائهم سنة ومثلا.
فقال عمرو بن العاص: سبحان الله، ومثل هذا شبهتنا بالكفار ونحن مؤمنون؟
فقال له علي: يا ابن النابغة ومتى لم تكن للكافرين وليا وللمسلمين عدوا؟ وهل تشبه إلا أمك التي وضعت بك... (1).
17 - قال ابن أبي الحديد: (فبينا علي عليه السلام واقفا بين جماعة من همدان وحمير و غيرهم من أفناء (2) قحطان إذ نادى رجل من أهل الشام: من دل على أبي نوح الحميري؟ فقيل له: قد وجدته فماذا تريد؟ قال: فحسر عن لثامه فإذا هو ذو الكلاع الحميري ومعه جماعة من أهله ورهطه، فقال لأبي نوح: سر معي، قال: إلى أين؟
قال: إلى أن نخرج عن الصف، قال: وما شأنك؟ قال إن لي إليك لحاجة، فقال أبو نوح: معاذ الله أن أسير إليك إلا في كتبة، قال ذو الكلاع: بلى فسر فلك ذمة الله و ذمة رسوله وذمة ذي الكلاع حتى ترجع إلى أخيك، فإنما أريد أن أسألك عن أمر فيكم تمارينا فيه.
فسار أبو نوح وسار ذو الكلاع فقال له: إنما دعوتك أحدثك حديثا حدثني