أيام أبي عبد الله عليه السلام فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج وقالوا: نحن نحمل في كل سنة إلى مولانا ما يجب علينا وقد كثرت الكاذبة ومن يدعي هذا الامر فينبغي لنا أن نختار رجلا ثقة نبعثه إلى الامام ليتعرف لنا الامر.
فاختاروا رجلا يعرف بأبي جعفر محمد بن إبراهيم النيسابوري ودفعوا إليه ما وجب عليهم في السنة من مال وثياب وكانت الدنانير ثلاثين ألف دينار والدراهم خمسين ألف درهم والثياب ألفي شقة وأثواب مقاربات ومرتفعات وجاءت عجوز من عجائز الشيعة الفاضلات اسمها (شطيطة) ومعها درهم صحيح فيه درهم ودانقان وشقة من غزلها خام تساوي أربعة دراهم وقالت: ما يستحق علي في مالي غير هذا فادفعه إلى مولاي فقال: يا امرأة أستحي من أبي عبد الله عليه السلام أن أحمل إليه درهما وشقة بطانة. فقالت: ([الأخ ل لم] لا تفعل؟ إن الله لا يستحي من الحق هذا الذي يستحق فاحمل يا فلان! فلئن ألقى الله عز وجل وما له قبلي حق قل أم كثر أحب إلي من أن ألقاه وفي رقبتي لجعفر بن محمد حق.
قال: فعوجت الدرهم وطرحته في كيس فيه أربع مائة درهم لرجل يعرف بخلف بن موسى اللؤلؤي وطرحت الشقة في رزمة فيها ثلاثون ثوبا لأخوين بلخيين يعرفان بابني نوح بن إسماعيل وجاءت الشيعة بالجزء الذي فيه المسائل وكان سبعين ورقة وكل مسألة تحتها بياض وقد أخذوا كل ورقتين فحزموها بحزائم ثلاثة وختموا على كل حزام بخاتم وقالوا: تحمل هذا الجزء [خ ل:
الحزم الحزائم] معك وتمضي إلى الامام فتدفع الجزء إليه وتبيته عنده ليلة و عد عليه وخذه منه فإن وجدت الخاتم بحاله لم يكسر ولم يتشعب فاكسر منها ختمه وانظر الجواب فإن أجاب ولم يكسر الخواتيم فهو الامام فادفعه إليه وإلا فرد أموالنا علينا.
قال أبو جعفر: فسرت حتى وصلت إلى الكوفة وبدأت بزيارة أمير