الإمام علي بن أبي طالب (ع) - أحمد الرحماني الهمداني - الصفحة ٤٥٣
قال ابن أبي الحديد في شرحه: (ويمكن أن يعني (علي عليه السلام) به ما يعاينه المحتضر من ملك الموت وهول قدومه، ويمكن أن يعني به ما كان عليه السلام يقوله عن نفسه أنه لا يموت ميت حتى يشاهده عليه السلام حاضرا عنده (1). والشيعة تذهب إلى هذا القول وتعتقده وتروي عنه عليه السلام شعرا قاله للحارث الأعور الهمداني: (يا حار همدان! من يمت يرني - إلى آخر الأشعار)، وليس هذا بمنكر إن صح أنه عليه السلام قاله عن نفسه، ففي الكتاب العزيز ما يدل على أن أهل الكتاب لا يموت منهم ميت حتى يصدق بعيسى بن مريم عليه السلام، وذلك قوله: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا (2).
2 - قال عليه السلام: (وداعيكم وداع امرء مرصد للتلاقي! غدا ترون أيامي، و يكشف لكم عن سرائري، وتعرفونني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي (3) قال المولى صالح البرغاني في شرح هذا الكلام گويند: (أرصد له) أي أعد، پس مرصد به معنى (مهيا شده) باشد (4). وداع من شما را وداع كردن مردى است كه چشم به ملاقاة أو دارند وأصحاب أو متوقع ومهياى وصل أو باشند نه وداع كسى كه ديگر ملاقاة با أصحاب نكند. مى تواند ملاقاة روز آخرت باشد، ومى تواند مراد آن ملاقاة باشد كه در أبيات مشهور به حارث همداني گفت ودر ديوان مذكور است، وهي هذه: يا حار همدان من يمت يرني... (5).
أقول: أيها الموالي الكريم! أحب أن أختم هذا المقال بحديث شريف مناسب

(١) - حضوره عليه السلام عند المحتضر مما لا يرد كما مر، ولكن كلامه هذا لا يدل عليه لما فيه من التخويف و الوعيد، كما لا يخفى. وحضوره عليه السلام للبشرى والسرور للمؤمن (استادولي).
(2) - ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج 1: ص 298.
(3) - نهج البلاغة، الخطبة 147.
(4) - هذا على بنائه للمجهول، وفي بعض الشروح كشرح عبده وصبحي صالح بالمعلوم، أي منتظر.
(5) - ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج 2: ص 41.
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»
الفهرست