أم إلى فقهاء النواصب؟ إلى أين يا رسول الله؟ فما زلت أبكي وأستغيث به فإذا أنا بإنسان يحركني فرفعت رأسي من فوق القبر فرأيت عبدا أسودا عليه قميص خلق وعلى رأسه عمامة خلق فقال لي:: يا أبا جعفر النيسابوري! يقول لك مولاك موسى بن جعفر عليه السلام: (لا إلى اليهود ولا إلى النصارى ولا إلى المجوس ولا إلى أعدائنا من النواصب إلي فأنا حجة الله قد أجبتك عما في الجزو وبجميع ما تحتاج إليه منذ أمس فجئني به وبدرهم شطيطة الذي فيه درهم ودانقان الذي في كيس أربع مائة درهم اللؤلؤي وشقتها التي في رزمة الأخوين البلخيين) قال: فطار عقلي وجئت إلى رحلي ففتحت وأخذت الجزو والكيس و الرزمة فجئت إليه فوجدته في دار خراب وبابه مهجور ما عليه أحد وإذا بذلك الغلام قائم على الباب فلما رآني دخل بين يدي ودخلت معه فإذا بسيدنا عليه السلام جالس على الحصير وتحته شاذكونه (1) يمانية فلما رآني ضحك وقال: (لا تقنط ولم تفزع؟ لا إلى اليهود ولا إلى النصارى والمجوس أنا حجة الله ووليه ألم يعرفك أبو حمزة على باب مسجد الكوفة جري أمري؟!).
قال: فأزاد ذلك في بصيرتي وتحققت أمره. ثم قال لي: (هات الكيس) فدفعته إليه فحله وأدخل يده فيه وأخرج منه درهم شطيطة وقال لي: هذا درهمها؟) فقلت: نعم فأخذ الرزمة وحلها وأخرجها [أخرج ظ] منها شقة قطن مقصورة طولها خمسة وعشرون ذراعا وقال لأي (اقرأ عليها السلام كثيرا وقل لها: قد جعلت شقتك في أكفاني وبعثت إليك بهذه من أكفاننا من قطن قريتنا صريا قرية فاطمة عليها السلام وبذر قطن كانت تزرعه بيدها الشريفة لأكفان ولدها وغزل أختي حكيمة بنت عبد الله عليه السلام وقصارة (2) يده لكفنه فاجعليها في كفنك).