ثم قال: (يا معتب! جئني بكيس نفقة مؤناتنا) فجاء به فطرح درهما فيه و أخرج منه أربعين درهما وقال: (اقرأها مني السلام وقل لها: (ستعيشي [كذا] تسع عشرة ليلة من دخول أبي جعفر ووصول هذا الكفن وهذه الدراهم فانفقي منها ستة عشر درهما واجعلي أربعة وعشرين صدقة عنك وما يلزم عليك وأنا أتولى الصلاة عليك). فإذا رأيتني فاكتم فإن ذلك أبقى لنفسك وافكك هذه الخواتيم وانظر هل أجبناك أم لا؟ قبل أن تجئ بدراهمهم كما أوصوك فإنك رسول).
فتأملت الخواتيم فوجدتها صحاحا ففككت من وسطها واحدا فوجدت تحتها: ما يقول العالم عليه السلام في رجل قال: نذرت لله عز وجل لأعتقن كل مملوك كان في ملكي قديما. وكان له جماعة من المماليك؟ تحته الجواب من موسى بن جعفر عليه السلام: (من كان في ملكه قبل ستة أشهر والدليل على صحة ذلك قوله تعالى:
حتى عاد كالعرجون الجديد في النخلة ستة أشهر).
وفككت الآخر فوجدت فيه: ما يقول العالم عليه السلام في رجل قال: أتصدق بمال كثير بما يتصدق؟ تحته الجواب بخطه عليه السلام: (إن كان الذي حلف بهذا اليمين من أرباب الدنانير تصدق بأربعة وثمانين دينارا وإن كان من أرباب الدراهم تصدق بأربعة وثمانين درهما وإن كان من أرباب الغنم فيتصدق بأربعة وثمانين غنما و إن كان من أرباب البعير فبأربعة وثمانين بعيرا والدليل على ذلك قوله تعالى: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين (2) فعددت مواطن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزول الآية فكانت أربعة وثمانين موطنا).