رسول الله المبلغ عنه، وأنت وجه الله المؤتم به، فلا نظير لي إلا أنت، ولا مثل لك إلا أنا (1).
18 - روى العلامة الكنجي عن ابن عمر، قال: (آخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله! آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت أخي في الدنيا والآخرة. ثم قال: قلت:
هذا حديث حسن عال صحيح (2).
أقول: لحديث المؤاخاة مصادر شتى وطرق مختلفة، فان جمعا من الحفاظ و أئمة الحديث ذكروه بأسانيد متعدده تجده بنصه في (الغدير) الأغر (ج 3: ص 112 إلى 124) أخرجه العلامة الأميني - حشره الله مع أوليائه الكرام - من خمسين طريقا. وجاءت طرقه أيضا في (فضائل الخمسة) للعلامة الفيروزآبادي (ج 1: ص 318، إلى 332). وذكره أيضا العلامة المجلسي - طيب الله مرقده - في البحار بأسانيد شتى (ج 38: ص 330 إلى 347).
ولا ريب أنه لم تكن هذه المؤاخاة إلا على أساس المماثلة والمشاكلة بين الأشخاص في الكمالات النفسانية والدرجات الروحية، وإن شئت زيادة بصيرة فأمعن النظر في كلام الحافظ الكنجي الشافعي، قال: (فإذا أردت قرب منزلته عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تأمل صنيعه في المؤاخاة بين الصحابة، جعل يضم الشكل إلى الشكل والمثل إلى المثل، فيؤلف بينهم إلى أن آخى بين أبي بكر وعمر، وادخر عليا عليه السلام لنفسه واختصه بإخوته. وناهيك بها من فضلية وشرف إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد (3)).
أقول: واشهد الله ورسوله على أن حديث المؤاخاة من أدل الدليل على إمامة