ابن إسحاق عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام ان الله تعالى أوحى إلى جبرئيل أنا الله الرحمان الرحيم انى قد رحمت آدم وحواء لما شكيا إلي ما شكيا فأهبط عليهما بخيمة من خيم الجنة فانى قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما فأضرب الخيمة على الترعة التي بين جبال مكة قال: والترعة مكان البيت وقواعده التي رفعتها الملائكة قبل آدم فهبط جبرئيل على آدم (ع) بالخيمة على مقدار مكان البيت وقواعده فنصبها قال وأنزل جبرئيل (ع) آدم من الصفا وأنزل حواء من المروة وجمع بينهما في الخيمة قال: وكان عمود الخيمة قضيبا من ياقوت أحمر فأضاء نوره وضوءه جبال مكة وما حولها قال: فامتد ضوء العمود فهو مواضع الحرم اليوم من كل ناحية من حيث بلغ ضوءه قال فجعله الله تعالى حرما لحرمة الخيمة والعمود لأنهما من الجنة قال ولذلك جعل الله تعالى: الحسنات في الحرم مضاعفات والسيئات مضاعفة قال: ومدت اطناب الخيمة حولها فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام قال: وكانت أوتادها صخرا من عقيان الجنة وأطنابها من ضفاير الأرجوان قال وأوحى الله تعالى إلى جبرئيل (ع) بعد ذلك أهبط على الخيمة بسبعين الف ملك يحرسونها من مردة الشيطان ويؤنسون آدم ويطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت والخيمة قال: فهبط بالملائكة فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشيطان ويطوفون حول أركان البيت والخيمة كل يوم وليلة كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور قال وأركان البيت الحرام في الأرض حيال البيت المعمور الذي في السماء قال ثم إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى جبرئيل (ع) بعد ذلك ان اهبط إلى آدم وحواء فتحهما عن موضع قواعد بيتي وارفع قواعد بيتي ولملائكتي لخلقي من ولد آدم فهبط جبرئيل (ع) على آدم وحواء فأخرجهما من الخيمة ونحاهما عن ترعة البيت ونحى الخيمة عن موضع الترعة، قال ووضع آدم على الصفا وحوراء على المروة فقال آدم (ع) يا جبرئيل: أبسخط من الله تعالى جل ذكره حولتنا وفرقت بيننا أم برضى وتقدير علينا؟ فقال لهما لم يكن
(٤٢١)