ان يعم بعيادته الصديق والعدو ومن يعرفه ومن لا يعرفه لعموم الأحاديث وأما الذي فقد أشار صاحب الشامل إلى أنه لا يستحب عيادته فقال يستحب عيادة المريض إن كان مسلما وذكر صاحب المستظهري قول صاحب الشامل ثم قال والصواب عندي ان عيادة الكافر جائزة والقربة فيها موقوفة على نوع حرمة يقترن بها من جوار أو قرابة وهذا الذي قاله صاحب المستظهري متعين وقد جزم به الرافعي وفي صحيح البخاري عن انس قال " كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له أسلم فنظر إلى ابنه وهو عنده فقال له اطع أبا القسم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار) قال صاحب الحاوي وغيره ينبغي أن تكون العيادة غبا لا يواصلها كل يوم الا أن يكون مغلوبا قلت هذا لآحاد الناس أما أقارب المريض وأصدقاؤه ونحوهم ممن يأتنس بهم أو يتبرك بهم أو يشق عليهم إذا لم يروه كل يوم فليواصلوها ما لم ينه أو يعلم كراهة المريض لذلك قال صاحب الحاوي وغيره وإذا عاده كره إطالة القعود عنده لما فيه من اضجاره والتضييق عليه ومنعه من بعض تصرفاته ويستحب العيادة من وجع العين برمد أو غيره لحديث زيد بن أرقم قال " عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني " رواه أبو داود باسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم وممن صرح بالمسألة القاضي أبو الطيب رحمه الله (المسألة الثانية) يستحب للعائد إذا طمع في حياة المريض ان يدعو له سواء رجا حياته أو كانت محتملة وهذه العبارة أحسن من قول المصنف ان رجاه وجاء في الدعاء للمريض أحاديث صحيحة كثيرة جمعتها في كتاب الأذكار (منها) الحديث المذكور في الكتاب وعن أبي سعيد الخدري " ان نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نزلوا على حي من احياء العرب فلدغ سيدهم فجعل بعض الصحابة يقرأ الفاتحة ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل " رواه البخاري ومسلم وعن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم " كان
(١١٢)