بسم الله الرحمن الرحيم {باب صلاة العيدين} العيد مشتق من العود وهو الرجوع والمعاودة لأنه يتكرر وهو من ذوات الواو وكان أصله عودا بكسر العين بمقلبت الواو ياء كالميقات والميزان من الوقت والوزن وجمعه أعياد قالوا وإنما جمع بالياء وإن كان أصله الواو للزومها في الواحد قال الجوهري وقيل للفرق بينه وبين أعواد الخشب * * قال المصنف رحمه الله * {صلاة العيد سنة وقال أبو سعيد الإصطخري هي فرض على الكفاية والمذهب الأول لما روى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه " أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن الاسلام فقال صلى الله عليه وسلم خمس صلوات كتبهن الله على عباده فقال هل على غيرها قال لا الا ان تطوع) ولأنها صلاة موقتة لا تشرع لها الإقامة فلم تجب بالشرع كصلاة الضحى فان تفق أهل بلد على تركها وجب قتالهم على قول الإصطخري وهل يقاتلون على المذهب فيه وجهان (أحدهما) لا يقاتلون لأنه تطوع فلا يقاتلون على تركها كسائر التطوع (والثاني) يقاتلون لأنه من شعائر الاسلام وفى تركها تهاون بالشرع بخلاف سائر التطوع لأنها تفعل فرادى فلا يظهر تركها كما يظهر في صلاة العيد} * {الشرح} حديث طلحة رواه البخاري ومسلم وسبق بيانه وضبط ألفاظه ومعناه في أول كتاب الصلاة: واجمع المسلمون على أن صلاة العيد مشروعة وعلى أنها ليست فرض عين ونص الشافعي وجمهور الأصحاب على أنها سنة وقال الإصطخري فرض كفاية فان قلنا فرض كفاية قوتلوا بتركها وان قلنا سنة لم يقاتلوا على أصح الوجهين وقال أبو إسحاق المروزي يقاتلون وقد ذكر
(٢)