وقد تجلت الشمس والسنة أن يسر بالقراءة في كسوف الشمس لما روي ابن عباس رضي الله عنهما قال " كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فصلي فقمت إلى جانبه فلم أسمع له قراءة " ولأنها صلاة نهار لها نظير بالليل فلم يجهر فيها بالقراءة كالظهر ويجهر في كسوف القمر لأنها صلاة ليل لها نظير بالنهار فسن الجهر كالشاء} {الشرح} حديث ابن عباس الأول رواه البخاري ومسلم وحديثه الثاني رواه البيهقي في سننه بمعناه باسناد ضعيف فيه ابن لهيعة * واحتج الشافعي والبيهقي وأصحابنا في الاسرار بقراءة كسوف الشمس بحديث ابن عباس الأول لقوله " قياما طويلا نحوا من سورة البقرة " قالوا وهذا دليل على أنه لم يسمعه لأنه لو سمعه لم يقدره بغيره وروي الترمذي باسناده الصحيح عن سمرة قال " صلي بنا النبي صلى الله عليه وسلم في كسوف لا نسمع له صوتا " قال الترمذي حديث حسن صحيح وعن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم " جهر في صلاة الخسوف بقراءته " رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما فهذان الحديثان الصحيحان يجمع بينهما بأن الاسرار في كسوف الشمس والجهر في كسوف القمر وهذا مذهبنا (وقوله) لأنها صلاة نهار لها نظير بالليل احتراز من صلاة الجمعة والعيد (وقوله) صلاة ليل لها نظير بالنهار قال القلعي هو احتراز من الوتر وهو صحيح كما قال ولا يقال قد قال المصنف في الوتر ولأنه يجهر في الثالثة فهذا يدل على أنه يجهر في الوتر
(٤٦)