منهاج الفقاهة - السيد محمد صادق الروحاني - ج ٥ - الصفحة ١٦٣
ولذا أجمعنا على أن الكفار يعاقبون على الفروع، وقد ورد ذم الغافل المقصر في معصيته في غير واحد من الأخبار، ثم لو قلنا بعدم العقاب على فعل المحرم الواقعي الذي يفعله من غير شعور، كما هو ظاهر جماعة، تبعا للأردبيلي رحمه الله: من عدم العقاب على الحرام المجهول حرمته عن تقصير لقبح خطاب الغافل، فيقبح عقابه، لكن وجوب تحصيل العلم وإزالة الجهل واجب على هذا القول، كما اعترفوا به.
____________________
وتنقيح القول في ذلك وفيما هو مورد بحث المصنف في المقام بالبحث في موارد الأول: في أن التعلم هل هو واجب نفسي تهيئ كما اختاره المحقق الأردبيلي وتلميذه الفقيه صاحب المدارك أم يكون وجوبه وجوبا مقدميا بملاك وجوب المقدمات المفوتة لكونه من متممات الخطاب بذي المقدمة كما اختاره المصنف ونسب إلى المشهور أم يكون وجوبه ارشاديا أم يكون وجوبه طريقيا من قبيل وجوب الاحتياط في موارد لزومه كما اختاره المحقق النائيني الثاني: في أنه هل يكون وجوب التعلم في باب المعاملات شرعيا كما اختاره المصنف في المتن أم لا فرق بين المعاملات وغيرها كما هو الحق.
الثالث إذا لم يمكن الجمع بين تعلم المسائل الواجب وكسب المعيشة إذا كان واجبا أيهما يقدم أما المورد الأول فقد أشرنا إلى أن فيه مسالك أربعة أحدها أن وجوبه نفسي تهيئ، ولازمه استحقاق العقاب على ترك التعلم وإن لم يؤد إلى مخالفة الواقع ثانيها إن وجوبه مقدمي ولازمه استحقاق العقاب على ترك التعلم المؤدي إلى مخالفة الواقع كما هو ظاهر المصنف ثالثها إن وجوبه طريقي من قبيل وجوب الاحتياط، ولازمه استحقاق العقاب على مخالفة الواقع رابعها: إن وجوبه ارشادي.
(١٦٣)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 170 171 172 ... » »»
الفهرست