____________________
فقال إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة عبدي أكنت عالما فإن قال نعم قال له أفلا عملت بما علمت، وإن كان جاهلا قال له أفلا تعلمت حتى تعمل فيخصمه فتلك الحجة البالغة (1) وأورد عليها المحقق العراقي باختصاصها بالتعلم الموجب للعلم بالواقع، والمطلوب أعم من ذلك وبأنها ظاهرة في الإرشاد إلى حكم العقل بلزوم الفحص لأجل استقرار الجهل الموجب لعذره ويرد الأول أن الأمارات قائمة مقام العلم ويرد الثاني أنها ظاهرة في الإرشاد إلى حكمه بلزوم الفحص عما جعله الشارع، وهذا ينفي كون وجوبه نفسيا، وبعبارة أخرى أن الخبر المذكور ظاهر في كونه في مقام افهام العبد بما يقال له هلا تعلمت ولو لم يكن وجوبه ارشاديا وكان نفسيا كان له أن يجيب بعدم علمه بوجوب التعلم، وبالجملة لا كلام في الواجبات المطلقة إنما الكلام في وجوب التعلم إذا كان الواجب مشروطا بشرط غير حاصل، من جهة أنه في ظرف امكان التعلم لم يثبت وجوب الواجب كي يجب تعلمه مقدمة له، وفي ظرف حصول الشرط لا قدرة له على الامتثال