من قبل الظالم إلى المستحق ولا يحل ذلك بين أهل الحق، فإن فقد العارف بالحق من إخوانهما في مصرهما فليرحلا إليه أو يصطلحا.
وروي عن أمير المؤمنين ع لشريح: قد جلست مجلسا لا يجلسه إلا نبي أو وصي نبي أو شقي، يعني بالشقي من جلس بغير إذن من الله ورسوله وولي الأمر لأن المأذون له في الحكم بحكم الله يحكم فيجلس في الحكم مجلسهما.
وروي عن أبي جعفر ع أنه قال: الحكم حكمان: حكم الله وحكم الجاهلية، وقد قال الله تعالى: ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون. وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية.
وروي عن أبي عبد الله أنه قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية فمن أخطأ حكم الله فقد حكم بحكم الجاهلية.
وروي عن أبي جعفر ع أنه قال: من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرضا و ملائكة العذاب فيلحقه وزره ووزر من يعمل بفتياه.
وروي عن أبي عبد الله ع أنه قال: من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فهو كافر بالله العظيم وقد قال الله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، والظالمون، والفاسقون.
وروي عنه ع أنه قال: إذا كان الحاكم يقول لمن عن يمينه وعن يساره ما ترى؟ ما تقول؟ فعلى ذلك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أ لا يقوم من مجلسه ويجلسهما مكانه. مقتضى هذا الحديث ظاهر لأن الحاكم إذا كان مفتقرا إلى مسألة غيره كان جاهلا بالحكم، وقد بينا قبح الحكم بغير علم، وجواب من يسأله لا يقتضي حصول العلم له بالحكم بغير شبهة فلهذا حقت عليه اللعنة ولأنه عند مخالفينا إن كان من أهل الاجتهاد فهو مستغن عن غيره ولا يحل له تقليده، وإن كان عاميا لم يحل له تقليد الحكم بين الناس فقد حقت لعنته بإجماع.
وروي عن أبي عبد الله ع أنه قال: القضاة أربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة، رجل قضى بجور وهو لا يعلم أنه جور فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو لا