اسهالها فيتضاعف الاسهال وتلحق القوة آفة بل الاوجب أن تطفأ الصفراء وتسهل المائية الا أن تكون الصفراء مجاوزة للحد في الكثرة فلتقتصر حينئذ على مثل الهليلج فنعم المسهل هو في مثل هذا الحال كما أن السكبينج نعم المسهل في حال البرد وكل افراط في الاستفراغ في الكمية وفي الزمان ردئ وهو في الحار أصلح ومن الملينات الجيدة مرق القنابر ومرق الديك الهرم خصوصا بالبسفايج والشبث ونحوه وإذا استفرغت عشرة أيام بشئ من المستفرغات الرقيقة وبألبان اللقاح ومياه الجبن وغير ذلك فنقص الماء وخف الورم فمن الصواب أن يكوى على البطن لئلا يقبل الماء بعد ذلك ويكوى الكي بعد الحمية وترك المسهل يومين أو ثلاثة وهي ست كيات ثلاث في الطول تبتدأ من القص إلى العانة وثلاث في العرض من البطن وليصبر بعده على الجوع والعطش ومن الصواب ان يسقى فيما بين مسهلين شيئا من المفتحات للسدد مثل أقراص اللوز المر وأما سقى ألبان اللقاح والماعز وخصوصا الأعرابيات وخصوصا المعلوفات بالرازيانج والبابونج مما يسهل المائية ويلطف ويدر مثل الشيح والقيسوم والقاقلة وغير ذلك وفي المحرورين ما يوفق مع ذلك الكبد مثل الكشوث والهندبا وغير ذلك ولا تلتفت إلى ما يقال من أنه دسيس السوفسطائيين وما يقال من أن طبيعة اللبن مضادة للاستسقاء بل اعلم أنه دواء نافع لما فيه من الجلاء ويرقق ولما فيه من خاصية وربما كان الدواء المطلق مضادا لما يطلب في علاج الكيفية لكنه يكون موافقا لخاصيته أو لأمر آخر كاستفراغ ونحوه كما تقع الهندبا في معالجات الكبد التي بها أمراض باردة وكما يفزع إلى السقمونيا في الأمراض الصفراوية واعلم أن هذا اللبن شديد المنفعة فلو ان انسانا أقام عليه بدل الماء والطعام لشفى به وقد جرب ذلك منه قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعوفوا وألبان اللقاح قد تستعمل وحدها وقد تستعمل مخلوطة بغيرها من الأدوية التي بعضها يقصد قصد تدبير غير مسخن جدا مثل الهليلج مع بزر الهندبا وبزر الكشوث والملح النفطي وبعضها يقصد فيه قصد تدبير مسخن ملطف مثل السكبينج وحبه وبعضها يقصد فيه قصد منع افراط الاسهال مثل القرط ونحوه وقد يخلط بابوال الإبل قد يقتصر عليها طعاما وشرابا وقد يضاف إليها طعام غيرها وفي الحالين يجب ان تتحقق من أمره انه هل يمتاز منه البدن فلا يطلق أو يطلق قليلا أو يطلق أكثر من وزنه بقدر محتمل أو يفرط أو يسهل فوق المحتمل أو يتجبن في المعدة أو في المجاري أو يؤدى إلى تبريد أو يخلف خلطا بلغميا أو خلطا محترقا لعفونة ان قبلها واعلم أن أفضل أوقات سقيه الربيع إلى أول الصيف ومن التدبير الحسن في سقيه ما جربناه مرارا فنفع وهو أن يشرب لبن اللقاح على خلاء من لبطن وطي من أيام وليال قبله لا يتناول فيها الا قليلا جدا وان أمكن طيها فعل ولابد من طي الليلة التي قبلها ثم يشرب منه الحليب في الوقت والمكان مقدار أوقيتين أو ثلاثة وأجوده أوقيتان منه مع أوقية من بول الإبل ويهجر الماء أياما ثلاثة فيجد ما يخرج بالادرار قريب مما يشرب وبعد ذلك ربما استطلق البطن بما يشرب منه وربما لم يستطلق به الا بثفل قليل وانما لم يستطلق به لان البدن يكون قد امتاز منه فان استطلق بطنه فوق ما شرب كف عنه يوما أو خلط به قبض وان لم يستطلق فيجب أن يخاف شاربه التجبن ويهجره
(٣٩٢)