ما يجده في الطريق وصار له عنف وعسف وقد يكون مثل هذا في البحرانات وربما لم يكن السبب في الكبد نفسها بل في الماساريقا وان كان ليس يمكن في الماساريقا جميع وجوه هذه الأسباب فيمكن أن يكون من جهة أورام وسدد وان كان يبعد أو لا يمكن أن يكون الكبد يجذب والماساريقا لا يجذب فيعرض منه أمر يعتد به فان الجذب الأول للكبد لا للماساريقا وليس جذب الماساريقا وحده جذبا يعتد به وكثيرا ما يكون القيام الكبدي لان البدن لا يقبل الغذاء فيرجع لسدد أو غير ذلك وجميع أصناف هذه الاندفاعات تستند في الحقيقة اما إلى ضعف أو إلى قوة فيكون الفتقى والقرحى والمنسوب إلى سوء المزاج وضعف القوى من جنس الضعفى وفتح السدد وتفجير الدبيلات ودفع الفضل من جنس القوى فان القوة ما لم تقو لم تدفع فتح الدبيلة وفضل الدم الفاسد لكثرة الاجتماع وقلة الامتياز منه وفضل الدم الكثير وغير ذلك وإذا خرج الدم منتنا فليس يجب أن يظن به ان هناك ضعفا فإنه قد ينتن لطول المكث ثم يندفع هو كالدردى الأسود إذا فضل ودفعته الطبيعة كما ينتن أيضا في القروح لكن الذي يندفع عن القوة يتبعه خف وتكون معه صحة الأحوال وإذا لم يكن المنتن في كل حال رديئا فالأسود أولى أن لا يكون في كل حال رديئا وكذلك قد يكون في اندفاعات ألوان مختلفة شفاء وخف ويخطئ من يحبس هذه الألوان المختلفة في كل حال وأشد خطأ منه من يحبسها بالمسددات المقبضة وليعلم أنه لا يبعد أن القوة كانت ضعيفة لا تميز الفضول ولا تدفع الامتلاء ثم عرض لها ان قويت القوة أو حصل من استعداد المواد للاندفاع وانفتاح السدد ما يسهل معه الدفع المتصعب فاندفعت الفضول والسبب في الاسهال الكيلوسي الذي بسبب الكبد وما يليه اما ضعف القوة الجاذبة التي في الكبد أو السدد والأورام في تقعيرها وفي الماساريقا حتى لا تجذب ولا تغير البتة وسنذكر حكم هذا السددى في باب الأمعاء وهو مما إذا أمهل اذبل وأسقط القوة وإذا احتبس نفخ في الأعالي وآذاها وضيق النفس واما كثرة المادة الكيلوسية وكونها أزيد من القوة الجاذبة التي في الكبد فتبقى عامتها غير منجذبة وربما كان السبب في ذلك شدة شهوة المعدة وافراطها والسبب في الاسهال الغسالي هو ضعف القوة المغيرة والمميزة التي في الكبد أو زيادة المنفعل عن الفاعل أو لضعف الماسكة ويكون حينئذ نسبة الاسهال الغسالي من الكبد الضعيف نسبة القئ والهيضة عما لا تحتمله المعدة من المعدة الضعيفة فتندفع قبل تمام الفعل لضعف الماسكة فإذا لم يكن لضعف الماسكة فهو لضعف المغيرة والضعفان يتبعان ضعف كل سوء مزاج لكن أكثر ضعف الماسكة لحرارة ورطوبة وأكثر ضعف المغيرة لبرودة فلا يخرمن القضية أن الغسالي يكون لحرارة فقط أو لبرودة فقط وفي الحالين فان الغسالي يستحيل إلى ما هو أكثر دموية لشدة الاستنباع من البدن إلى ما هو خاثر وللكائن عن الحرارة علامة أخرى وللكائن عن البرودة علامة أخرى سنذكرهما والسبب في الاسهال المراري كثرة المرار وقوة الدافعة والسبب في الصديدي احتراق دم وأخلاط وذوبها وربما أدت إلى احتراق جرم الكبد نفسه واخراجه بعد الأخلاط المختلفة وقد يكون الصديدي بسبب ترشح من ورم أو دبيلة وكثيرا ما يكون لترشح من الكبد ويكون للقيام أدوار والسبب في الخاثر الذي يشبه الدردى اما
(٣٨١)