فيخرج منها البول فان الصبي يبول في البطن عن سرته والمنفوس قبل أن يسر يبول أيضا عن سرته فإذا امتنع من ذلك الجانب انصرف إلى المثانة فإذا اضطرت السدد ومعاونة القوى الدافعة من الجهات الأخرى نفذت المائية في تلك العروق إلى أن تجئ إلى فوهاتها فإذا لم تجد منفذ إلى السرة انفتقت البطن وانفتحت وصارت واسعة جدا بالقياس إلى خلقتها لأولى وانضمت المنافذ التي عند الحدبة فإنها ضيقة وأزيد ضيقا من التي عند التقعر ولا يبعد أن يكون استفراغ المائية من البطن واقعا من هذه الجهات والسبل يجذبها الدواء إلى الكبد ثم إلى الأمعاء وأسباب هذا السبب الواصل اما في القوة المميزة واما في المادة المتميزة واما في المجاري اما السبب الذي في القوة المميزة فلان التمييز مشترك بين قوة دافعة الكبد وقوة جاذبة من الكلية فإذا ضعفتا أو إحداهما أو كان في المجاري سدة خصوصا إذا كان في الكلية ورم صلب لم تتميز المائية ولم يقبلها البدن ولم تحتملها المجاري فوجب أحد وجوه وقوع الاستسقاء الزقى ولهذا قد يحدث الاستسقاء لضعف وعلة في الكلية وحدها واما السبب الذي في المتميزة فان تكون المائية كثيرة جدا فوق ما تقدر القوة على تمييزها أو تكون غير جيدة الانهضام والمائية تكون كثيرة جدا لشرب الماء الكثير وذلك لشدة عطش غالب لمزاج في الكبد معطش أو لسبب آخر يعطش أو لسدد لا ينجذب معها إلى الكبد ما يعتد به فيدوم العطش على كثرة الشرب أو لان الماء نفسه لا ينفع العطش لأنه حار غير بارد أو لان فيه كيفية معطشة من ملوحة أو بورقية أو غير ذلك واما القسم الآخر فإذا لم يستو هضم الغذاء الرطب قبل البدن أو الكبد بعض الغذاء الرطب ورد بعضه فملأ المجاري فربما أدى إلى سبب من أسباب الاستسقاء لزقى المذكور ان غلبت المائية أو الطبلي ان غلبت الريحية وذلك في الهضم الثاني واما السبب الذي في المجاري فأن تكون هناك أورام وسدد تمنع المائية ان تسلك مسالكها وتنفذ في جهتها بل تمنعها أو تعكسها إلى غير مجاريها وإذا دفعت الطبيعة من المستسقى مائية الاستسقاء بذاتها كان دليل الخلاص وفي أكثر الأوقات إذا نزل المستسقى عاد الانتفاخ في مدة ثلاثة أيام وفي الأكثر يكون ذلك من ريح قال أبقراط من كان به بلغم كثير بين الحجاب والمعدة يوجعه فإنه إذا جرى في العروق إلى المثانة انحلت علته عنه قال جالينوس الأولى ان ينحدر البلغم إلى العانة لا إلى جهة المثانة وكيف يرشح إليها وهو بلغم ليس بمائية رقيقة (وأقول) لا يبعد أن ينحل ويرق ولا يبعد أن يكون اندفاعه على اختيار الطبيعة جهة ما للضرورة أو يكون في الجهات الأخرى سبب حائل كما يدفع فتح الصدر في الأجوف إلى المثانة وأما هذا النفوذ فليس هو بأعجب من نفوذ القيح في عظام الصدر والذي قاله بعضهم انه ربما عنى بالبلغم المائية فهو بعيد لا يحتاج إليه وقد يعرض ان ينتفخ البطن كالمستسقى فيمن كان به قروح المعي ثم انثقبت ولم يمت إلى أن يموت ويكون لان الثفل ينصب إلى بطنه ويعظم وهذا وان قاله بعضهم عندي كالبعيد فان الموت أسبق من ذلك وخصوصا إذا كان الانخراق في العليا * (أسباب اللحمي بعد الأسباب المشتركة) * السبب المقدم فيه فساد الهضم الثالث إلى الفجاجة والمائية والبلغمية فلا يلتصق الدم بالبدن لصوقه الطبيعي لرداءته وربما كان المقدم في ذلك الهضم الثاني أو الهضم الأول أو فساد ما يتناول أو بلغميته
(٣٨٦)