وان كان من جانب التقعير فبحرانه بعرق أو قئ أو اسهال والورم الذي في الحدبة أردأ من الذي عند التقعير وكل ورم يحصل في الكبد حار أو بارد فإنه بما يسد لا يخلى إلى البدن الا دما مائيا ومع ذلك يضعف الكبد عن تمييز المائية ومع ذلك فيحتبس كثيرا من المائية في الماساريقا وهذه هي سبب الاستسقاء اللحمي والزقي وإذا انتقل الورم الحار من الكبد إلى الطحال فهو سليم وإذا انتقل من الطحال إلى الكبد فهو ردئ * (العلامات الكلية لأورام الكبد بالمشاركة) * اما العلامات العامة فان يجد العليل ثقلا تحت الشراسيف لازما ويجد هناك وجعا يشتد أحيانا لا كما في السدد فإنها لا تخلو عن وجع قوى وتتغير معه السحنة لا كما في النفخة فلا تتغير ويكون معه انجذاب الترقوة إلى أسفل في كثير من الأوقات ليس دائما وانما يكون هذه الانجذاب لتمدد الأجوف والمعاليق ولا يعرض في أورام الكبد الحارة وغيرها ضربان لان الشريانات تتفرق في غشائها ولا ثقل فيها الا بقدر غير محسوس وقد يشارك أضلاع الخلف أوجاع الكبد وأورامها العالية والصاعدة وان لم تكن مشاركة دائمة وأصحاب أورام الكبد وخصوصا الأورام الحارة والعظيمة لا يقدرون أن يناموا على الجانب الأيمن ويثقل أيضا عليهم النوم على الجانب الأيسر لتمدد الورم إلى أسفل بل أكثر ميلهم إلى النوم المستلقي فان كان الورم في جانب الحدبة وجد الثقل هناك وأحس بامتداد عند المعاليق ووقع المس على الورم وقوعا أظهر وخصوصا في القضيف وحدث سعال يابس وضيق نفس وخصوصا إذا تنفس بقوة لمشاركة الحجاب والرئة إياها في لاذى ويقل البول وربما احتبس أصلا إذا كان الورم عظيما لما يحدث من السدة في الجانب المحدب ومن ضعف الدافعة والثقل فيه أكثر مما في الكائن عند التقعير لان جانب التقعير يعتمد على المعدة ويكون الثقل أكثر وانجذاب الترقوة إلى أسفل من اليمين أقل وخصوصا فيمن كانت حدبة كبده غير شديدة الالتصاق والملاقاة للأضلاع وأما انجذاب الترقوة إلى أسفل ومشاركة الترقوة في وجع الكبد فهو في متصل الكبد بالأضلاع أكثر وأظهر ويقل الفواق في الحدبى ويكثر في التقعيري لبعد الحدبة عن فم المعدة وأما إذا كان الورم في التقعير والجانب الأسفل كان الثقل أقل لاعتماده على المعدة ولم يكن سعال وضيق نفس يعتد به ولم يقع تحت المس وقوعا يعتد به ولكن كان الوجع أشد للمزاحمة الكائنة هناك وخصوصا إذا جذبت المراق وإذا كانت أورام الكبد عظيمة مال الطبع إلى الاستلقاء عن الاضطجاع فان أفرط تعذر الاستلقاء عن الاضطجاع أيضا وأورام الجانب المقعر يستصحب أورام المساريقا كثيرا وبالجملة إذا كان الورم في الجانب المقعر كانت المعدة أشد مشاركة فيظهر الفواق والغثيان والعطش ان كان الورم حارا زعم بعضهم ان المشاركة بينهما لا يحدث الفواق الا عند ورم عظيم يضغط فم المعدة ويرى جالينوس ان السبب فيه ما ينصب إلى المعدة في فمها من الورم الحار من خلط حاد وبالجملة ان الفواق عن الجماعة لا يظهر الا عن ورم عظيم لان المسافة بعيدة بين الكبد وفم المعدة وان كانت عصبة يتشاركان فيها وتصل بينهما فهي رقيقة جدا وبالجملة ما لم يكن ورم عظيم لم يكن بين الكبد والمعدة مشاركة في أكثر الامر والكائن من أورام الكبد بقرب الأغشية والعروق أشد وجعا
(٣٦٩)