ذات الجنب من غير سكون الحمى ولا نفث جيد فان ذلك يدل على الموت لما يكون معه لا محالة من رجوع المادة إلى الغور وأما الجيدة والرديئة التي تكون بعد التقيح فنفرد له بابا واعلم أن ذات الجنب إذا لم يكن فيه نفث فهو اما ضعيف جدا واما ردئ خبيث جدا فإنه اما أن لا يكون معه كثير مادة يعتد بها واما ان تكون عاصية عن الانتفاث خبيثة قال ابقراط انه كثيرا ما يكون النفث جيدا سهلا وكذلك النفس ويكون هناك علامات أخرى رديئة قاتلة مثل صنف يكون الوجع منه إلى خلف ويكون كان ظهر صاحبه ظهر مضروب ويكون بوله دمويا قيحيا وقلما يفلح بل يموت ما بين الخامس والسابع وقليلا ما يمتد إلى أربعة عشر يوما وفي الأكثر إذا تجاوز السابع نجا وكثيرا ما يظهر بين كتفي صاحبه حمرة وتسخن كتفاه ولا يقدر أن يقعد فان سخن بطنه وخرج منه براز أصفر مات الا ان يجاوز السابع وهذا إذا أسرع إليه نفث كثير الأصناف مختلفها ثم اشتد الوجع مات في الثالث والا برئ وضرب آخر يحس معه بضربان يمتد من الترقوة إلى الساق ويكون البزاق فيه نقيا لا رسوب معه والماء نقيا وهو قاتل لميل المادة إلى الرأس فان جاوز السابع برئ (علامات أوقاته) إذا لم يكن نفث أو كان النفث رقيقا أو قليلا أو الذي يسمى بزاقا على ما نذكره فهو الابتداء وما تزاد الاعراض فيه ويزداد النفث ويأخذ في الرقة ويزداد في الخثورة وفي السهولة ويأخذ في الحمرة ان كانت إلى الاصفرار المناسب للحمرة فهو الازدياد ثم إذا نفث العليل نفثا سهلا نضجا على ما ذكرنا من النضج ويكون كثيرا ويكون الوجع خفيفا فذلك هو وقت المنتهى ووقت موافاة النضج التام ثم إذا أخذ النفث ينقص مع ذلك القوام وتلك السهولة ومع عدم الوجع ونقصان الاعراض فقد انحط فإذا احتبس النفث عن زوال الاعراض البتة فقد انتهى الانحطاط (علامات أصنافه بحسب أسبابه) الأشياء التي منها يستدل على السبب الفاعل لذات الجنب النفث في لونه إذا كان بسيط اللون أو مختلط اللون ومن موضع الوجع ومن الحمى وشدتها ونوبتها فان النفث إذا كان إلى الحمرة دل على الدم وإذا كان إلى الصفرة دل على الصفراء ولا شقر يدل اجتماعهما وإذا كان إلى البياض ولم يكن للنضج دل على البلغم وإذا كان إلى السواد والكمودة ولم يكن لسبب صابغ من خارج من دخان ونحوه دل على السوداء وأيضا فان الوجع في البلغم والسوداء في أكثر الامر يكون متسفلا والى اللين وفي الآخرين متصعدا ملتهبا وأيضا فان الحمى ان كانت شديدة كانت من مواد حارة وان كانت غير شديدة كانت من مواد إلى البرد ما هي وربما دلت بالنوائب دلالة جيدة (علامات انتقاله) انه إذا لم ينفث نفثا محمودا سريعا ولم يستنق في أربعة عشر يوما فقد انتقل إلى الجمع ويدل على ابتدائه في تصعده شدة الوجع وعسر النفس وضيقه وتضاغطه عند البسط مع صغر وشدة الحمى وخشونة اللسان خاصة ويبس السعال لتلزج المادة وكثافة الحجاب وضعف القوة وسقوط الشهوة والاخلاط والسهر ويقل نخسه في ذلك الموضع وإذا جمع وتم الجمع سكنت الحمى والوجع وازداد النقل فإذا انفجر عرض ناقض مختلف واستعراض نبض مع اختلافه وتسقط القوة وتذبل النفس وكثيرا ما تعرض حمى شديدة للذع المدة للأعضاء ولذع الورم فإذا انفجر ثم يستنشق من يوم الانفجار إلى أربعين يوما أدى إلى السل وانفجار المتقيح في اليوم السابع وأبعده في الأقل وأكثره بعد ذلك إلى
(٢٤٣)