واما لشدة حركتها واما لرياح في العروق نفشها وخصوصا في المتنحنحين فإنهم يكثرون ذلك فيهم واما لاستعداد الآلات الحاوية للمادة وذلك لبرد يقبضها ويعسر انبساطها فلا تطيع القوة المكلفة ذلك بالامتداد بل بالانشقاق واما لحرارة خارجة أو داخلة أو يبوسة قد أعدها أي ذلك كان بالتكثيف والتجفيف للانشقاق عن أدنى سبب أو لرطوبة أرختها فوسعت مسامها أو ملاقاة خارق أو كال أو قطاع أو معفن وإذا عرض الامتلاء الدموي أقبلت الطبيعة على دفع المادة إلى جهة أمكنتها إذا كانت أشد استعداد أو أقرب من مكان الفضل فدفعتها بنفث أو إسالة من البواسير أو في الطمث أو في الرعاف فان كانت العروق قوية لا تخلي عن الدم عرض موت فجأة لانصباب الدم إلى تجاويف العروق ومن يعتريه نفث الدم فهو يعرض إن تصيبه قرحة الرئة فان النفث في الأكثر يكون عن جراحة والجراحة تميل إلى أن تكون قرحة وإذا أعقبت نفث الدم المحتبس نفث دم خيف ان يكون هذا الثاني عارضا عن قرحة استحالت إليها الجراحة الأولى وكثيرا ما يكون الدم المنفوث رعافا سال من الرأس إلى الرئة وإذا كان نفث الدم من نواحي الرئة تعلق به خوفان خوف من افراطه وخوف من جراحته ان يصير قرحة وليس كل نفث دم مخوفا بل ما كان لا يحتبس أو كان مع حمى وكثيرا ما يكون نفث الدم بسبب البرد وورم في الكبد أوفى الطحال * (العلامات) * القريب من الحنجرة ينفث بسعال قليل والبعيد بسعال كثير وكلما كان أبعد تنفث بسعال أشد وإذا نيم على الجانب الذي فيه العلة ازداد انتفاث ما ينتفث ويجب ان ينظر أولا حتى لا يكون ما ينفث مرعوفا ويتعرف ذلك بعادة الرعاف وبعروضه وبخفة عرضت للرأس بعد ثقل وعلامات رعاف كانت مثل حمرة الوجه والعين والتباريق امام العين وان لا يكون زبديا ويكون دفعة وعلامة الدم المنفوث من جوهر لحم الرئة من جراحة أو قرحة ان يكون زبديا ويكون منقطعا لا وجع له وهو أقل مقدارا من العرقى وأعظم غائلة وأردأ عاقبة وقد يقذف الزبدي أصحاب ذات الجنب وذات الرئة إذا كان في رئاتهم حرارة نارية مغلية وقد يكون الزبدي من قصبة الرئة ولكن يجئ بتنخع وسعال يسير ويكون ما يخرج يسيرا أيضا ويكون هناك حس ما بالألم والمنفوث من عروقها لا يكون زبديا ويكون أسخن وأشد قواما من قوام الذي في الرئة وأشبه بالدم وان لم يكن في غلظ الدم الذي في الصدر وعلامة المنفوث من الصدر سواد لونه وغلظه وجموده لطول المسافة مع زبدية ما ورغوة مع وجع في الصدر دل على موضع العلة ويؤكده ازدياده بالنوم عليه وسبب ذلك الوجع عصبية أعضاء الصدر ويكون انتفاثه قليلا قليلا ليس قبضا ويكون نفثه بسعال شديد حتى ينفث وعلامة الكائن من انقطاع العروق غزارة الدم وعلامة التآكل تقدم أسباب التآكل من تناول أشياء حريفة ونزول نوازل حريفة وأن يكون حمى ونفث قيح أو قشره أو جزء من الرئة ويكون نفث مثل ماء اللحم ويبتدئ نفث الدم قليلا قليلا ثم ربما انبثق دفعة فانتفث شئ صالح ولونه ردئ وعلامة تفتح أفواه العروق من الامتلاء ان لا يكون وجع البتة وتوجد راحة ولذة ويخرج في الأول أقل من الخارج بسبب الانقطاع والانشقاق في أول الامر وهو أكثر من الذي يخرج عن التأكل في أكثر الأوقات وعلامة الراشح عن ورم قلته وحضور علامات ذات الرئة وغيرها
(٢٣٣)