أو الثانية وجع ناخس تحت الأضلاع لان العضو غشائي وكثيرا ما لا يظهر إلا عند النفس وقد يكون مع النخس تمدد وربما كان أكثر والتمدد يدل على الكثرة والنخس على القوة في النفوذ واللذع والثالثة ضيق نفس لضغط الورم وصغره وتواتر منه والرابعة نبض منشاري سببه الاختلاف ويزداد اختلافه ويخرج عن النظام عند المنتهى لضعف القوة وكثرة المادة والخامسة السعال فإنه قد يعرض في أول هذه العلة سعال يابس ثم ينفث وربما كان هذا السعال مع النفث من أول الامر وهو محمود جدا وانما يعرض السعال لتأذى الرئة بالمجاورة ثم يرشح ما يرشح إليها من مادة المرض فيحتاج إلى نفثه فأن تحلل كله وترشح فقد استنقى ما جمع والخالص منه لا يكون معه ضربان لان العضو عادم لكثرة الشرايين ولما كان ذات الجنب يشبه ذات الكبد بسبب السعال والحمى وضيق النفس ولتمدد المعاليق واندفاع الألم إلى الغشاء المتبطن وجب أن يفرق بينها وبينها وأيضا يشبه ذات الرئة بسبب ذلك وبسبب النفث فيجب ان يفرق بينهما فالفرق بين ذات الجنب وذات الكبد أن النبض في ذات الكبد موجي والوجع ثقيل ليس بناخس والوجه إلى الصفرة الرديئة والسعال غير نافث بل تكون سعالات يابسة وربما اسود اللسان بعد صفرته والبول يكون غليضا استسقائيا ويكون البراز كبديا ويحس بثقل في الجانب الأيمن ولا يدركه اللمس فيوجع وربما كان في ذات الكبد اسهال يشبه غسالة اللحم الطري لضعف القوة وإذا كان الورم في الحدبة أحس به في اللمس كثيرا وان كان في التقعير كشف عنه التنفس المستعصي إذا دل على شئ ثقيل معلق وضيق النفس في ذات الكبد متشابه في الأوقات غير شديد جدا واما المجنون فسعاله نافث ووجعه ناخس وبوله أحسن قواما ولونه أحسن ما يكون وضيق نفسه أشد وهو ذاهب إلى الازدياد على الاتصال حتى يتبين له في كل ست ساعات تفاوت في الازدياد كثير والفرق بينه وبين ذات الرئة أيضا هو ان نبض ذات الرئة موجي ووجعه ثقيل وضيق نفسه أشد ونفسه أسخن وعلامات أخرى ولما كان ذات الجنب قد تعرض معه اعراض السرسام المنكرة مثل اختلاط الذهن والهذيان ويتواتر النفس والخفقان والغشى وما هو دون ذلك وصعوبة الكرب وشدة الضجر وشدة العطش وتغير السحنة إلى ألوان مختلفة وشدة الحمى وقئ المرار والسبب في هذه الاعراض مشاركة الصدر للأعضاء الرئيسة ومجاورتها وجب أن نفرق بين الامرين أعني البرسام والسرسام فمن الفروق ان اختلاط الذهن يعرض في السرسام أولا ثم تشتد فيه سائر الاعراض ويكون النفس فيه أسلم ويتأخر فساد النفس عن الاختلاط ويكون معه اعراضه الخاصة كحمرة العينين وانجذابهما إلى فوق واما في البرسام فيتأخر اختلاط الذهن وربما لم يكن إلى قرب الموت بل كان عقل سليم ولكنه يتقدمه فيه تغير النفس وسوؤه ويكون في الأول تمدد في المراق إلى فوق كأنه ينجذب إلى الورم ووجع ناخس ومن الفروق في ذلك أن النبض في السرسام عظيم إلى التفاوت وفي ذات الجنب صغير إلى التواتر ليتلافى الصغر وذات الجنب إذا اشتد اشتدت الاعراض المذكورة معه ويبس اللسان وخشن وإذا ازداد عرض احمرار في الوجه والعين والقلق الشديد وفساد النفس واختلاط الذهن والعرق المنقطع وربما أدى إلى اختلاف
(٢٤١)