فمضرتها بالابصار تفرق اتصالها اما في بعضها فيقل البصر واما في كلها فيعدم البصر واما الآفة التي تكون بسبب العصبة فان يعرض لها سدة أو يعرض لها ورم أو اتساع بها أو انهتاك * (العلامات) * اما الذي يكون بشركة من البدن فالعلامات فيه ما أعطيناه من العلامات التي تدل على مزاج كلية البدن والذي يكون بشركة الدماغ فان يكون هناك علامة من العلامات الدالة على آفة في الدماغ مع أن تكون سائر الحواس مؤفة مع ذلك فان ذلك يفيد الثقة بمشاركة الدماغ وربما اختص بالبصر أكثر اختصاصه وبالشم دون السمع مثل الضربة الضاغطة إذا وقعت بالجزء المقدم من الدماغ جدا فربما كان السمع بحاله وتبقى العين مفتوحة لا يمكن تغميض الجفن عليها ولكن لا يبصر وعلامة ما يخص الروح نفسه انه ان كان الروح رقيقا وكان قليلا رأى الشئ من القرب بالاستقصاء ولم ير من البعد من الاستقصاء وان كان رقيقا كثيرا كان شديد الاستقصاء للقريب وللبعيد لكن رقته إذا كانت مفرطة لم يثبت الشئ المنير جدا بل يبهره الضوء الساطع ويفرقه وان كان غليظا كثيرا لم يعجزه استقصاء تأمل البعيد ولم يستقص رؤية القريب والسبب فيه عند أصحاب القول بالشعاع وان الابصار انما يكون بخروج الشعاع وملاقاته المبصر ان الحركة المتجهة إلى مكان بعيد يلطف غلظها ويعدل قوامها كما أن مثل تلك الحركة يحلل الروح الرقيقة فلا يكاد يعمل شيئا وعند القائلين بتأدية المشف شبح المرئي غير ذلك وهو ان الجليدية تشتد حركتها عند تبصر ما بعد وذلك مما يرقق الروح الغليظ المستكن فيها ويحلل الروح الرقيق خصوصا القليل وتحقيق الصواب من القولين إلى الحكماء دون الأطباء وأما تعرف ذلك من حال الطبقات والرطوبات الغائرة فمما يصعب إذا لم يكن شئ آخر غيرها ولكن قد يفزع إلى حال لون الطبقات وحال انتفاخها وتمددها أو تحشفها وذبولها وحال صغر العين أصغرها وحال ما يترقرق عليها من رطوبة ويتخيل من شبه قوس قزح أو يرى فيها من يبوسة والكدورة التي تشاهد من خارج ويكاد لا يبصر معها انسان العين وهو صورة الناظر فيها ربما دلت على حال القرنية وربما دلت على حال البيضية وصاحبها يرى دائما بين عينيه كالضباب فان رؤيت الكدور بحذاء الثقبة فقط ولم يكن سائر اجزاء القرنية كدر أدل على أن الكدورة في البيضية وانها غير صافية وان عمت الكدورة اجزاء القرنية لم يشك انها في القرنية وبقى الشك انها هل هي كذلك في البيضية أم لا وقد يعرض للبيضية يبس وربما عرض من ذلك اليبس ان اجتمع بعض اجزائه فلم يشف فرأى حذاءه كوة أو كوا وربما كان ذلك لآثار بثور في القرنية خفية تخيل خيالات فربما غلظ فيها ويظن انها خيالات الماء ولا يكون واما الضيق والسعة والماء وأحوال العصبة فلنؤخر الكلام فيها واما علامة تفرق اتصال الشبكية إذا كانت في جملتها فيعدم البصر بغتة واعلم أن كل فساد يكون عن اليبس فإنه يشتد عند الجوع وعند الرياضة المحللة وعند الاستفراغات وفي وقت الهاجرة والرطب بالضد * (المعالجات) * ان كان سبب الضعف يبوسة انتفع بماء الجبن والمرطبات وحلب اللبن وشربه وجعل الادهان مرطبة على الرأس وخصوصا ان كان ذلك في الناقهين وينفعه النوم والراحة والسعوطات المرطبة وخصوصا دهن النيلوفر وما كان من ذلك في الطبقة فيصعب علاجه وأما ان كانت عن رطوبة فاستعمال
(١٣٩)