وجمودها واما صعوبتها فلأنها إذا حصلت في عضو لم يتحلل بسرعة لاستحصاف المجاري فمددت تمديدا عظيما حتى يعرض ان يتقطر منها الصفاق وإذا سبق شتاء شمالي وتلاه ربيع جنوبي مطير وصيف ومد كثر الرمد وكذلك إذا كان الشتاء دقيا جنوبيا يملا البدن الأخلاط ثم تلاه ربيع شمالي يحقنها والصيف الشمالي كثير الرمد خصوصا بعد شتاء جنوبي وقد يكثر أيضا في صيف كان جنوبي الربيع جاف الشتاء شماليه وقس الأبدان الصلبة على البلاد الشمالية والأبدان اللينة المتخلخلة على البلاد الجنوبية وكما أن البلاد الحارة ترمد فكذلك الحمام الحار جدا إذا دخله الانسان أوشك أن يرمد واعلم أنه إذا كان الرمد وتغير حال العين يلزم مع العلاج الصواب والتنقية البالغة فالسبب فيه مادة رديئة محتقنة في العين يفسد الغذاء أو نوازل من الدماغ والرأس على نحو ما بيناه فيما سلف (العلامات) اعلم أن الأوجاع التي تحدث في العين منها لذاعة أكالة ومنها متمددة واللذاعة تدل على فساد كيفية المادة وحدتها والممددة تدل على كثرتها أو على الريح وأسرع الرمد منها أسيله دمعا وأحده لذعا وأبطؤه أيبسه والرمص دلالة على النضج أو على غلظ المادة والذي يسرع من الرمص مع خفة الاعراض الأثقل فهو يدل على غلظ المادة والذي يصحب النضج وتحف معه العين في الأول قليلا وينحل سريعا فهو المحمود والذي حبه صغارا أقل دلالة على الخير فان صغر الحب يدل على بطء النضج وإذا أخذت الأجفان تلتصق فقد حان النضج كما أنه ما دام سيلان مائي فهو ابتداء بعد وبعد هذا فنقول اما التكدر فيعرف لخفته وسببه وفقدان الورم البادي وما كان من الرمد بمشاركة الرأس دل عليه الصداع وثقل الرأس فان كان الطريق للنزلة من الدماغ إلى العين انما هو من الحجاب الخارج المحلل للرأس كانت الجبهة متمددة والعروق الخارجة دارة وكان الانتفاخ يبادر إلى الجفن ويكون في الجبهة حمرة وضربان فان كان من الحجاب الداخل لم يظهر ذلك وظهر عطاس وحكة في الفم والأنف وان كان بمشاركة المعدة وافقه تهوع وكرب وعلامة ذلك في الخلط في المعدة واما الرمد الدموي فيدل عليه لون العين ودرور العرق وضربان الصدغين وسائر علامات الدم في نواحي الدماغ ولا يدمع كثيرا بل يرمص ويلتزق عند النوم واما الصفراوي فيدل عليه نخس أشد ووجع محرق ملتهب أشد وحمرة وأقل ودمعة رقيقة حارة ربما قرحت وربما خلت عن الدمع خلو الدموي ولا يلتزق عند النوم وقد يكون من هذا الجنس ما هو حمرة تضرب العين وهي من جملة الأمزجة الخبيثة وربما كوت العين وقرحتها قرحة ذبابة ساعية ومن الرمد الصفراوي جنس حكاك حاف مع قلة حمرة وقلة رمص ولا يظهر الورم منه حجم يعتد به ولا سيلان وهو من مادة قليلة حادة واما البلغمي فيدل عليه ثقل شديد وحرارة قليلة وحمرة خفيفة بل السلطان يكون فيه للبياض ويكون رمص والتصاق عند النوم ويكون مع تهيج ويشاركه الوجه واللون وان كان مبدؤه المعدة صاحبه تهوع وقد يبلغ البلغمي أن تنتأ فيه الملتحمة على السواد غطا من الورم الا أنه لا يكون بين الحمرة شديدها ولا يكون معه دموع بل رمص واما السوداوي فيدل عليه ثقل مع كمودة وجفاف وادمان وقلة التصاق واما الريحي فيكون معه تمدد فقط بلا ثقل ولا سيلان وربما أورث التمدد حمرة (معالجات التكدر) التكدر وما يجرى مجراه من الرمد الخفيف فربما كفى فيه قطع
(١١٤)