الآن ونحن نتجرع مرارته ولكن تعال معي إلى اجتهاد آخر في حدث آخر لعمرو بن العاص نفسه فأقرأ ما يلي:
روى ابن جرير وذكر ابن الأثير (إن عمرا لما بلغه قتل عثمان قال: أنا أبو عبد الله أنا قتلته وأنا بوادي السباع إن يلي هذا الأمر طلحة فهو فتى العرب نسيبا وإن يله ابن أبي طالب فهو أكره من يليه إلي... وكان معاوية أحب إليه من علي فدعى ابنيه عبد الله ومحمد فاستشارهما وقال... أما علي فلا خير عنده وهو يدل بسابقته وهو غير مشركي في أمره فقال له ابنه عبد الله...
فأرى أن تكف يدك... حتى يجتمع الناس " على إمام فتبايعه " وقال: له ابنه محمد: أنت ناب من أنياب العرب... وليس لك فيه صوت [أي الأمر] فقال عمرو: أما أنت يا عبد الله فأمرتني بما هو خير لي في آخرتي وأسلم لي في ديني وأما أنت يا محمد فأمرتني بما هو خير لي في دنياي وشر لي في آخرتي ثم خرج...
حتى دخل على معاوية... فقال له:... أما والله.. أن في النفس... ما فيها حيث تقاتل من يعلم سابقته وفضله وقرابته ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا) (1) وفي رواية ابن قتيبة (قال معاوية... هلم فبايعني، فقال عمرو: لا والله لا أعطيك ديني حتى آخذ من دنياك. قال معاوية صدقت... فكتب معاوية لعمرو: مصر طعمة) (2).
وهكذا يجتهد في الدين ابن العاص فيحارب عليا أمير المؤمنين وله أجر الاجتهاد على رأي أخوتنا أهل السنة ولا أريد منك أخي المسلم أكثر من أن تعد النظر في النص لتجد اجتهاد عمرو ملخصا في البيانات التالية:
أ - كان عمرو يؤلب الناس على قتل عثمان ولما ورده مقتله اعترف أنه