وسيف رسوله) (1).
هذه الحادثة تذكرنا بحادثة اغتيال شريف: كان أبو عفك من بني عمرو بن عوف.. وكان يهوديا وكان يحرض على رسول الله ويقول: الشعر فقال سالم بن عمير الكباء البدري: علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه فجاءه على غرة في ليلة صائفة وهو نائم فقتله وأراح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من شره ونصر الإسلام (2).
بون شاسع بين اغتيال عفك اليهودي وبين اغتيال سعد بن عبادة عقبي البيعة اتفاقا وبدري الجهاد على قول أكثرهم، ومن أعجب ما حكم به أخوتنا أهل السنة: أن قاتل سعد - إن اعترفنا بان قاتله من الانس بل من الصحابة بالذات - لا تثريب عليه وكأنه لا مائز بين اغتيال سعد العقبة وبدر الجهاد وبين اغتيال عفك عدو الله ورسوله وذلك تمرد على اجماع معتنقي الأديان السماوية حيث أجمع أهل الملل الخمسة على خمسة: (1) حفظ الدين، (2) حفظ النفس، (3) حفظ العقل، (4) حفظ النسب، (5) حفظ المال. وحسبنا قول الله تعالى: * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) * (3) ولكن لو أن أحدا من المسلمين تورط فسب من يغتال سعد الصحابي الجليل فإن المتشددين من أخوتنا أهل السنة يحكمون عليه بالكفر وعلى الأقل بالفسق، ولو أن صحابيا قتل سعدا وألف سعد فإنه لا يكفر ولا يفسق لأنه مدعوم بكلمة تأول فأخطأ وله أجر، وإن شئت قل يحتمي من عذاب الله عندنا