وقال: * (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) * (2) وقال: * (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا... أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والإيمان... فأولئك هم المفلحون) * (3).
وكذلك يقدم المكفرون المتشددون عشرات الأحاديث التي تقدس الصحابة وتهدد من يجرح أحدا منهم، والغريب أنهم يقدمونها في كتاباتهم للجماهير محذوفة أسنادها ومسكوتا عن درجات الحكم عليها من صحة وضعف ووضع واختلاق وهي طريقة لا يحسد على مثلها.
وعرفوا الصحابي واختلفوا في حده فآثر المتأخرون مذهب المحدثين على الأصوليين لأنه أكثر شمولا ليدخل تحت اسم الصحبة عشرات الألوف من الذين رأوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو مرة واحدة في حجة الوداع أو غيرها، لذلك عرفه البخاري في صحيحه تعليقا بصيغة الجزم قائلا: (ومن صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه) (4) ويرد عليه ايرادات لأنه لا مانع ولا جامع (5) وقال: جمهور المحدثين (هو من لقى النبي يقظة مؤمنا به بعد مبعثه حال حياته ومات على الإيمان) (6).
وعليه فكل من أسلم ورأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو طرفة عين فهو صحابي ومن أسلم ثم هاجر ثم كتب لرسول الله (صلى الله