الضيم وأعوانه على الظالم... " (1) وبهذا أمنه أبو بكر وعمر على البحرين حتى مات رحمه الله تعالى.
وأما أبو هريرة فبينما هو يتسكع الليالي ويتسول الأيام، فتارة مصروع وتارة مجنون وأخرى مغشي عليه ورابعة يقف على طريق الناس من المسجد وإليه يستقرؤهم من القرآن بعض آياته ولكنهم لن يطعموه وخامسة يتلقف الناس في الطرقات بل في بيوتهم ولكنهم يغلقونها دونه وسادسة يسقيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبنا فيشرب حتى يستوي بطنه كالقدح كما هي عبارته في البخاري في أول كتاب الأطعمة وبينما هو كذلك ينعم في هذه المناقب وإذا برسول الله يبعثه مع العلاء ابن الحضرمي إلى البحرين ويوصيه به خيرا.
أخرج ابن سعد بسنده عن العلاء بن الحضرمي " أن رسول الله بعثه منصرفه من الجرعانة إلى المنذر بن ساوى معه كتاب يدعوه فيه للإسلام...
وكتب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتابا فيه فرائض الصدقة... وبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معه نفرا فيهم أبو هريرة وقال هل استوص به خيرا " (2).
وأخرج بسنده عن أبي هريرة يقول: " بعثني رسول الله مع العلاء بن الحضرمي وأوصاه بي خيرا فلما فصلنا قال لي: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أوصاني بك خيرا فأنظر ماذا تحب قال: قلت تجعلني مؤذنا ولا تسبقني بآمين فأعطاه ذلك " (3).