أما هنا سنذكر لك عزيزي القارئ أن رسول الله تزوج زينب بنت جحش في سنة ثلاث وقيل في سنة خمس من الهجرة كما في ترجمتها في الطبقات والإصابة والاستيعاب ونزلت بسببها آية الحجاب * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي...) * إلى قوله: * (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) * (1) تم ذلك في سنة خمس للهجرة فضرب النبي الكريم على نسائه حجابا حصينا فلا يدخل في بيوتهن إلا ذو محرم ولا يدخلن إلا على ذي محرم وكان ضرب الحجاب قبل إسلام أبي هريرة وهجرته بسنة على أقل تقدير، وبهذا يتبين لك كذب الحديث الذي تفوه به أبو هريرة.
ونقله ابن حجر في الإصابة عند ترجمته عن ابن سعد بسنده عنه قال:
" قدمت ورسول الله بخيبر... فأقمت معه حتى مات وأدور معه في بيوت نسائه وأخدمه... فكنت أعلم الناس بحديثه " (2).
تأمل رحمك الله كيف جاز له الدخول مع رسول الله في بيوت نسائه " حسب الادعاء " بعد ضرب الحجاب؟ على أن أنس بن مالك خادم رسول الله عشر سنوات متوالية يحدثنا كما في البخاري قال: " فأخبرت النبي أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي... " وكيف جاز له أن يقول أقمت معه حتى مات وقد أقصاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى البحرين في سنة ثمان من الهجرة كما سيأتي قريبا.
وهكذا استمر أبو هريرة فقيرا مدقعا وشرها منهما ورئيسا لأهل الصفة