الذين يضربون رقاب المؤمنين بغير حق كفارا وهو الذي قتل عمار بن ياسر وضرب عنقه واحتز رأسه على ارض صفين حيث مدفنه في الرقة السمراء خارج سور هارون العباسي من جهة الشرق وقد بنى المؤمنون على ضريحه المقدس بناء من الطراز الأول، وها هم المسلمون ومن كل فج عميق تخفق أكبادهم يتحملون مشاق السفر وتبعاته متوجهين أرض صفين بقلوب عطشى لا ترتوي إلا بزيارة شهيد الإسلام أبي اليقظان عمار بن ياسر وكما قال الشاعر:
- أمر على الديار ديار ليلى * أقبل ذا الجدار وذا الجدارا - - وما حب الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا - وأبو الغادية هذا يعلم يقينا أن ابن هند وابن النابغة ومن ينصرهما بغاة ظالمون لأنهم يضربون رقاب المؤمنين ولأنهم وأبا الغادية يعلمون أنهم على ضلال وشفا حفرة لأن عمار بن ياسر ليس معهم بل هو مع علي والمهاجرين والأنصار، ولأنهم يعلمون الحديث حتى النساء في خدورهن والأطفال في ملاعبهم من كل المسلمين، وتحدث به كل فرد منهم ونقله كل ناقل وكتبه كل كاتب من محدثين ومؤرخين وصححه المعدلون والجارحون.
وفي صحيح البخاري بسنده إلى أبي سعيد وهو في معرض ذكر بناء المسجد قال: " كنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فرآه النبي فينفض التراب عنه ويقول: " ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن " (1) وفي رواية له " يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار ".