ذهب إلى الفرس فجاء به إلى عمر وعمر يستلئم للقتال فأخبره أن رسول الله يبايع تحت الشجرة قال فانطلق فذهب معه حتى بايع رسول الله فهي التي يتحدث الناس أن ابن عمر أسلم قبل عمر) (1).
عزيزي القارئ ضع في ذهنك حديث إسلام عمر في صلح الحديبية واحتفظ به ثم تعال معي نبحث السبب الذي زعزع عقيدة أهل البيعة وأورث في قلوبهم الشك في نبوة محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستمع ما يلي:
رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في نومه أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين، فأخبر المسلمين أنه يريد العمرة، واستنفر الأعراب الذين حول المدينة من قبائل جهينة ومزينة وغفار وأشجع وأسلم ودئل فلم ينفروا، ولما أبطؤوا خرج (صلى الله عليه وآله وسلم) بمن معه وساق الهدي ثم سار الجيش إلى أرض الحديبية التي كانت تبعد عن مكة مرحلة واحدة وعن المدينة المنورة تسع مراحل، ففوجئ الصحابة بأمر ما كان بالحسبان وهو أن قريشا صدوهم عن المسجد الحرام وجمعوا الجموع من الأحابيش وغيرهم فوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى قريش عثمان بن عفان مفاوضا ومعه عشرة رجال فاحتبستهم قريش وشاع عند المسلمين أن عثمان قتل وبعثت قريش خمسين رجلا ليلا للاستطلاع فأسرهم المسلمون ثم بعثت جمعا آخر (وابتدأوا يناوشون المسلمين حتى أسر منهم " 12 " رجلا وقتل من المسلمين واحدا) (2) فيكون المجموع " 70 " أسيرا (3).