كل ذلك يجري ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يفاوض بدلا من الحرب ويرضى بالرجوع إلى المدينة بلا عمرة لا طائفا ولا محلقا ولا آمنا.
على أن الصحابة يحفظون عليه أنه أخبرهم بالطواف آمنين محلقين ومقصرين ولا يخشون أحدا وعندها زلت أقدامهم وتزلزلت عقيدتهم وشكوا في نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا ما عصم ربي فتمردوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال ابن كثير: (وقع في نفس بعض الصحابة... من ذلك شئ حتى سأل عمر بن الخطاب... قال فيما قال: أ فلم تكن تخبرنا أن سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى أ فأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟ قال: لا...) (1).
واستلئم الكثير من الصحابة للحرب تمردا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ بيد علي وجلسا تحت الشجرة وتبعهما من عصمه الله ونزل الشاكون من المسلمين آخذين السلاح فحملوا على جيش الصد الذي وضعته قريش لصد المسلمين فحملت عليهم قريش فتراجع المسلمون وتبعتهم قريش وعند ذلك أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا أن يرد قريشا فقام علي في وجوههم فصاح بهم صيحة انصتوا لها ثم قالوا: يا علي هل بدا لابن عمك فيما أعطانا كذا وكذا فقال: لا فهل بدا لكم أنتم قالوا: لا فانصرفوا ثم تم الصلح على أثرها وندم الصحابة بعد الهزيمة واعتذروا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوبخهم وذكرهم بالمواطن التي هربوا فيها وأسلموه في أحلك الظروف وحمي الوطيس مثل موقعة أحد وغيرها فأظهروا التوبة والاعتراف بالذنب فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن تعودوا إلى البيعة فبايعوه تحت