ومن كل جيل وعاشوا على دماء الأطهار والأبرياء وارتكبوا الموبقات وماتوا لغير توبة؟ فكيف نوفق بينهم وبين أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعدلهم ويزكيهم في المحشر العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون؟ وبين ولوجهم في جهنم وبين قبولهم شهداء على الأمم؟ وبين أن الله ورسوله والمؤمنين لم يزكوهم في هذه الحياة الدنيا ولم تقبل شهادتهم؟ وهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول كما أخرج أبو داود في سننه: " لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا زان ولا زانية " (1).
ولقد كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى قائلا: " المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا عليه شهادة زور أو طعنا في ولاء أو نسب " (2).
فكيف نوفق بين هذا كله وبين قول الله تعالى: * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) * (3).
فهل الذين أعد الله لهم العذاب من الآن ومغضوب عليهم وملعونون أترى يزكيهم رسول الله في المحشر ثم يؤدون شهادة العادلين؟ ثم يقول الله لهم أنتم فاسقون فأدخلوا جهنم داخرين؟ فالحمد لله الذي نزهنا عن مثل هذه الأحكام التالية وحاشا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
8 - نقتطف من كلام العلامة صاحب الميزان ما يناسب الموضوع قال:
" وهذه الشهادة وإن كانت في الآخرة يوم القيامة ولكن تحملها في الدنيا...
والحاصل أن هذه الشهادة... هي تحمل حقائق أعمال الناس في الدنيا.