أبي معيط فان الله سماه فاسقا في كتابه الكريم حيث قال: * (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) * ولقد أكدت هذه الآية قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعقبة أبي الوليد عندما كان أسيرا وحكم عليه رسول الله بالقتل قال: (يا محمد من للصبية قال: " النار ") (1) ولكن هذا الفاسق هو عادل عند أخوتنا أهل السنة ومقبول الشهادة والرواية (وروى عن عثمان وروى عنه حارثة بن مضرب والشعبي وأبو موسى الهمذاني وغيرهم) (2).
ومما ينبغي التنبه له أن كل ما ذكرنا من التقسيمات في الرضى والعدالة فإنه يلزم أخوتنا أهل السنة حقيقة حتى وإن لم يلتزموه. على أنه حتى أهل بيعة الرضوان تحت الشجرة الذين نالوا رضى الله هذا لا يعني أنه تعالى يرضى بكل ما يقع منهم مستقبلا، وبخاصة أن الانسان لا ينفك عن الخطأ والزلل إلا من عصم ربي، ولهذا اشترط الله عليهم الوفاء بعدم النكث قال تعالى في شأنهم: * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) * (3).
فاشترط الله الرضى وإتيان الأجر بالوفاء وعدم النكث، باعتبار أن هذه البيعة لم تأت عبثا ولا اعتباطا وإنما جاءت تالية لسخط ونكث وشك وهلكة فاستمع لما رواه البخاري عن نافع قال:
(إن الناس يتحدثون أن ابن عمر أسلم قبل عمر وليس كذلك ولكن عمر يوم الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار يأتي به ليقاتل عليه ورسول الله يبايع عند الشجرة وعمر لا يدري فبايعه عبد الله ثم