سعيد قال: قال رسول الله: (يجئ نوح وأمته فيقول الله تعالى: هل بلغت؟
فيقول: نعم أي رب فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا ما جاءنا من نبي فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد (صلى الله عليه وسلم) وأمته فنشهد أنه قد بلغ وهو قوله جل ذكره: * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) * والوسط العدل) (1).
أفاد الحديث أن العدل والشهادة هما للأمة إلى يوم القيامة وليس قصرا على الصحابة والشواهد على ذلك كثيرة وإليك البحث في الموضوع ضمن الفقرات التالية:
1 - إن العدالة والشهادة المذكورتين في الآية الكريمة لا يعدم الكثير من أفراد الأمة تحصيلها فهي عامة في الأمة بإجماعها ولذا فإن الاستشهاد بها والاحتكام إليها نوع مغالطة. وعليه لا يجوز قصرها على الصحابة بلا مخصص يخص أشقياءهم دون أشقياء الأمة فمن العبث والمغالطة بمكان أن نستشهد بها لتعديلهم جميعا لأن الاستشهاد على عدالتهم هو عين الاستشهاد لجميع أفراد الأمة وعندها يكون الناس كلهم عدولا وإن كانوا فاسقين وهذا مما لا يرضاه الدين والأمة.
2 - حيازة العدالة شرط لقبول الشهادة والشهادة غاية جعل الله الوسطية في هذه الأمة لأجلها كما قال تعالى: * (جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء) * فالذين فقدوا العدالة حجب الله عنهم الثقة بهم وردت شهاداتهم قال تعالى: * (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون) * (2).