وروي أن النبي عليه السلام أنشد بيت طرفة بن العبد:
- ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا * ويأتيك من لم تزود بالأخبار فقال بعض الحاضرين، الشعر ويأتيك بالأخبار من لم تزود، فقال، مالي والشعر؟ وما للشعر ولي؟ فالنبي عليه وآله السلام ما أنكر على القائل إنشاد الشعر.
فإذا ثبت أنه مباح فقد روي كثير مما سمعه النبي عليه السلام ولم ينكره، فمن ذلك ما روي أن النبي عليه السلام لما هاجر إلى المدينة استقبله فتيان المدينة وأنشدوا:
- طلع البدر علينا من ثنيات الوداع - وجب الشكر علينا ما دعا لله داع ومر رسول الله صلى الله عليه وآله ببعض أزقة المدينة فسمع جواري لبني النجار ينشدون نحن جوار من النجار يا حبذا محمد من جار - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وأنا أحبكن.
وروي أنه كان في وليمة فسمع عجوزا تنشد:
أهدى لنا أكبشا تنيخ في المربد زوجك ذا في الندى يعلم ما في غد فقال النبي صلى الله عليه وآله سبحان الله لا يعلم ما في غد إلا الله.
ومر مالك بن أنس بباب قوم فسمع رجلا ينشد.
أنت أختي وأنت حرمة جاري وحقيق على حفظ الجوار أنا للجار إذ يغيب عنا حافظ للمغيب في الأسرار ما أبالي أكان للباب ستر مسبل أم بقي بغير ستار فدفع مالك الباب وقال علموا فتيانكم مثل هذا الشعر.
وسئل بعضهم هل يجوز للرجل أن يتزوج امرأة ويصدقها شعرا؟ فقال إن كان كقول الشاعر.
يود المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا ما أرادا يقول المرء فائدتي ومالي وتقوى الله أفضل ما استفادا جاز.
يستحب لمن يقرأ القرآن أن يحسن به صوته قدر الإمكان، لما روى