بما يلقون من بعدي، ولو شئت لأعطيتني النصر [فيهم] (1) على من بغى عليهم، وقد سلمت وقبلت [ورضيت] (2) ومنك التوفيق والرضا والعون على الصبر.
فقيل لي: أما أخوك: فجزاؤه عندي جنة المأوى نزلا بصبره (و) (3) أفلج حجته على الخلائق يوم البعث، وأوليه حوضك يسقي منه أولياءكم، ويمنع (منه) (4) أعداءكم، وأجعل جهنم عليه بردا وسلاما يدخلها فيخرج (منها) (5) من كان في قلبه [مثقال] (6) ذرة من المودة لكم، وأجعل منزلتكم في درجة واحدة من الجنة.
وأما ابنك المقتول المخذول (المسموم) (7)، وابنك المغدور المقتول صبرا: فإنهما مما أزين بهما عرشي، ولهما من الكرامة سوى ذلك ما لا يخطر على قلب بشر لما أصابهما من البلاء.
(وعلي لكل من زار قبره من الخلائق الكرامة) (8) لان زواره زوارك وزوارك زواري، وعلي كرامة زائري (و) (9) أن أعطيه ما سأل، وأجزيه جزاء يغبطه من نظر إلى عطيتي إياه (10) وما أعددت له من كرامتي [إياه] (11).
وأما ابنتك: فاني أوقفها عند عرشي فيقال لها: إن الله قد حكمك في خلقه فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت، فاني أجيز حكومتك فيهم، فتشهد العرصة (12) فإذا أوقف (13) من ظلمها أمرت به (14) إلى النار.
فيقول الظالم: وا حسرتاه " على ما فرطت في جنب الله "، ويتمنى الكرة " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم .