حوله وهو مقبل فقال صلى الله عليه وآله: أما إن فيك لشبها (1) من عيسى بن مريم، ولولا مخافة أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملا من الناس إلا أخذوا من تحت قدميك التراب يبتغون به البركة.
فغضب من كان حوله وتشاوروا فيما بينهم وقالوا: لم يرض محمد إلا أن جعل ابن عمه مثلا لبني إسرائيل! فأنزل الله جل اسمه (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا ألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا - من بني هاشم - ملائكة في الأرض يخلفون).
قال: فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: ليس في القرآن بني هاشم؟ (2) قال: محيت والله فيما محي، ولقد قال عمرو بن العاص على منبر مصر: محي من كتاب الله ألف حرف، وحرف منه بألف حرف (3) وأعطيت مأتي ألف درهم على أن أمحي " إن شانئك هو الأبتر " (4).
فقالوا: لا يجوز ذلك. [قلت] (5) فكيف جاز ذلك لهم ولم يجز لي؟!
فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه: قد بلغني ما قلت على منبر مصر، ولست هناك (6).
[وروى علي بن إبراهيم (رحمه الله)، عن أبيه، عن وكيع، عن الأعمش، عن سلمة ابن كهيل، عن أبي صادق، عن أبي الأعز، عن سلمان الفارسي (رض) نحو سابقتها] (7).
ثم قال تعالى: وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم (61) 43 - [وذكر (رحمه الله) في قوله تعالى بعد ذلك (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن