وقوله تعالى: فأما إن كان من المقربين (88) فروح وريحان وجنت نعيم (89) وأما إن كان من أصحاب اليمين (90) فسلام لك من أصحاب اليمين (91) وأما إن كان من المكذبين الضالين (92) فنزل من حميم (93) و تصلية جحيم (94) إن هذا لهو حق اليقين (95) فسبح باسم ربك العظيم (96) معناه: أن المحتضر يكون على حالات ثلاث: فالأولى: أن يكون من المقربين والثانية: من أصحاب اليمين، والثالثة: من المكذبين، فالأولى والأخيرة يأتي تأويلهما، وأما الثانية:
وهي أصحاب اليمين وهم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم ويؤخذ بهم ذات اليمين.
12 - وأما تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن العباس عن جعفر بن محمد، عن موسى بن زياد، عن عنبسة (1) العابد، عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل (فسلام لك من أصحاب اليمين) قال: هم الشيعة، قال الله سبحانه لنبيه (فسلام لك من أصحاب اليمين).
يعني أنك تسلم منهم، لا يقتلون ولدك (2).
13 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن عمران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل (وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين) قال أبو جعفر عليه السلام: هم شيعتنا ومحبونا (3).
14 - ويؤيد هذا التأويل: ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي (قدس الله روحه) باسناده عن رجاله، عن أبي محمد الفضل بن شاذان النيسابوري مرفوعا إلى أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل يقول: ما توجه إلي أحد من خلقي أحب (إلي من