وقال أيضا فيهم (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى - والهدى سبيل أمير المؤمنين عليه السلام - الشيطان سول لهم وأملى لهم).
قال: وقرأ أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية هكذا " فهل عسيتم إن توليتم - وسلطتم وملكتم - أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " نزلت في بني عمنا بني أمية و فيهم يقول الله (أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن - فيقضوا ما عليهم من الحق - أم على قلوب أقفالها) (1).
وقوله تعالى: ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم (28) 17 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم ابن محمد، عن إسماعيل بن بشار، عن علي بن جعفر الحضرمي (2) عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم).
قال: كرهوا عليا وكان علي رضي الله ورضي رسوله، أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة، ويوم التروية، نزلت فيه اثنتان وعشرون آية في الحجة التي صد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسجد الحرام بالجحفة (3) وبخم (4).
ثم قال تعالى: أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم (29)