عليه السلام في قوله عز وجل (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم).
قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمان ابن عوف، وسالم مولى (أبي) (١) حذيفة والمغيرة بن شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا، وتوافقوا: لئن مضى محمد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا فأنزل الله عز وجل هذه الآية (٢).
قال: قلت: قوله عز وجل ﴿أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون﴾ (3).
قال: وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم.
(و) (4) قال أبو عبد الله عليه السلام: لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلا يوم قتل الحسين عليه السلام؟! وهكذا كان في سابق علم الله عز وجل الذي أعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين وخرج الملك من بني هاشم، وقد كان ذلك كله (5).
وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر تأويله: قال أبو علي الطبرسي (رحمه الله): إن هذه الآية نزلت في الأغنياء وذلك أنهم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وآله فيكثرون مناجاته فأمر الله سبحانه بالصدقة عند المناجاة.، فلما علموا ذلك انتهوا عن مناجاته، فنزلت آية الرخصة (6).
وهذه فضيلة لم يدركها إلا أمير المؤمنين عليه السلام.